من ذلك قوله: (بارئكم في الموضعين و الباري و طغيانِهم حيث وقع و في آَذانهِم و آَذانِنا حيث وقع و محياي و مثواي و من أنصاري في آل عمران والصف و الجارِ ذي القُربى و الجار الجنب في النساء و جبارين في المائدة و الشعراء و الجواري حيث وقع وَسارعوا و يسارع حيث وقع وكمشكاة في النور)
باب ما انفرد بإمالته الكسائي في كلتا روايتيه
من ذلك قوله: (مرضاة الله و مرضاتي و مرضاةِ أَزواجك حيث وقع و خطاياكم و خطايانا حيث وقع و حق تقاتِهِ في آل عمران و قد هدان في الأنعام ومن عصاني في إبراهيم وما أَنسانيهِ في الكهف وأَوصاني بالصلاة في مريم آتاني الكِتاب وفي النمل فَما آتانيَ اللَهُ و محياهم في الجاثية والأربعة الأفعال التي تقدم ذكرها، و الرؤيا كيف تصرف) إلا أن أبا الحارث خالف أصله في قوله: (لا تقصص رُؤياكَ) في "يوسف" ففتحه وحده.فصلواختلفوا في عشرة أفعال ثلاثية ماضية، وهي: (جاء، وشاء وزاد، وضاق، وخاف، وخاب، وحاق، وطاب، وزاغ و بل ران ) فأمالها كلها- كيف تصرفت- حمزة إلا قوله: (إِذ زاغت الأبصار في الأحزاب و أَم زاغت عنهم الأبصار في صاد) وأمال منها ابن ذكوان: (شاء، وجاء، كيف تصرفا و فَزادَهُمُ اللَهُ مَرَضاً في البقرة )لا غير.وأمال منها الكسائي وأبو بكر (بَل رانَ) فقط الباقون: بالفتح فيها كلها- كيف تصرفت- فأما المستقبل من هذه الأفعال والرباعي فغير ممال بإجماع.فأما ما كان في آخره راء مكسورة قبلها ألف من الأسماء على أي وزن- كان مفردا أو جمعا- نحو: (عَلى أبصارهم و من أنصار و بالأَسحار و مع الأبرار و النار و الغار و آثارهم) ونحو ذلك. فقرأ أبو عمر والدوري عن الكسائي- جميع ذلك بالإمالة- كيف تصرف- وقرأه ورش وحمزة وأبو الحارث بين اللفظين وهم إلى الفتح أقرب إلى ما تكررت فيه الراء نحو: الأبرار والأشرار وقرار، فإن حمزة وأبا الحارث قرآه بالإمالة، وقرأه نافع وابن ذكوان بين اللفظين.الباقون: بالفتح في جميع ذلك.
باب مذهب ورش في ترقيق الراء المفتوحة
إذا كانت الراء مفتوحة، وكان قبلها كسرة أو ياء قرأها ورش بين اللفظين- سواء كانت الكسرة قبل الراء بلا حائل بينهما أو حال بينهما ساكن- نحو (خيرا وغيركم و فاطر السموات و خسر الدنيا والآخرة و الذكر و وزر أخرى) وما أشبهه.وقد خالف أصله مع الكسرة في مواضع: فأما ما وليت السكرة فيه الراء فخالف أصله فيه في خمسة مواضع: ففتح الراء فيها: أحدها: أن يكون الحرف المكسور باء الخفض أو لامه نحو (برازقين و لِرسوله).والثاني:(( الصراط وصراط )حيث وقعا.والثالث: إذا كان بعد الراء ألف بعدها راء مفتوحة أو مضمومة نحو( قرار والقرار) والرابع: إذا كان بعد الراء ألف بعدها قال مضمومة نحو(هذا فراق).والخامس: إذا كان بعد الراء ألف بعدها عين مفتوحة نحو: (سراعا وسبعون ذراعا).وقد ذكر عنه اختلاف في غير هذه المواضع أيضا.والاختيار عندي ما ذكرته.وأما ما حال بين الكسرة والراء فيه ساكن فإنه خالف أصله فيه في أربعة مواضع ففتحها.أحدها: الأسماء الأعجمية وهي: (إبراهيم وإسرائيل وعمران )حيث وقعت.والثاني: (أَو إعراضاً وإن كان كبر عليك إعراضهم) والثالث: إذا كان بعد الراء ألف بعدها راء مفتوحة نحو:(إسراراً ومدراراً) والرابع: إذا كان الساكن الحائل بينهما صادا أو طاءا نحو: (مصرا وإصرا وقطرا وفطرة الله).الباقون: يفتحون الراء في جميع ذلك.