باب مذهب الكسائي في إمالة ما قبل هاء التأنيث في الوقف
أعلم أن الكسائي يقف على ما قبل هاء التأنيث بالإمالة سواء كان في الكلمة قبله كسرة أو ياء أو غيرها، إلا أن يقع قبل الهاء أحد عشر أحرف يجمعها أواخر كلمات هذا البيت:
يَروعُ أَخٌ لِفَرطِ حَريقِ غيظِ
يَمُصُ لِنَصّ داعٍ راحَ يَلحى.
يَمُصُ لِنَصّ داعٍ راحَ يَلحى.
يَمُصُ لِنَصّ داعٍ راحَ يَلحى.
فإنه يقف حينَئِذٍ بالفتح. وكذلك يقف على ما قبل هاء السكت بالفتح نحو (يَتسنه وكِتابيه).
فصل
فإن وقع قبل الهاء أحد أربعة أحرف وهي هجاء "أكره" فلهن أحكام على غير هذه الرتبة.أما الهمزة فإنه وقع قبلها كسرة وقف بالإمالة نحو (سَيئَة) وإن وقع قبلها ألف أو فتحة تليانها وقف بالفتح نحو: (براءة وامرأة). فإن حال بين الفتحة وبين الهمزة ساكن غير الألف، وقف بالإمالة نحو: (سوأة والنشأة).وأما الكاف: فإن وقع قبلها كسرة أو ياء وقف بالإمالة نحو: (الملائكة والأيكة)، وإن وقع قبلها فتحة أو ضمة بالفتح: نحو: (التهلكة ومباركة).وأما الراء فإن وقع قبلها كسرة أو ياء- سواء وليتاها أو حال بينهما ساكن وقف بالإمالة نحو: (الآخرة وعبرة وكبيرة). وإن وقع قبلها فتحة أو ضمة سواء وليتاها أو حال بينهما ساكن وقف بالفتح نحو: (شجرة ونصرة وحفرة ومحشورة).وأما الهاء فإن كان قبلها كسرة وقف بالإمالة نحو: (آلهة وفاكهة)، وإن لم يكن قبلها كسرة وقف بالفتح نحو: (سفاهة).
الباقون: يقفون على ما قبل هاء التأنيث بالفتح في جميع القرآن.
باب الروم والإشمام
الذين يروى عنهم الروم والإشمام في الوقف: النحويان، وحمزة، وأما سائر القراء فلم يرو عنهم في ذلك شيء، والمختار لهم الروم والإشمام أيضا. والروم يكون في المضموم والمكسور- سواء كانت الضمة والكسرة حركتي إعراب أو بناء وهو إشارة.
فصل
أعلم أن ورشا كان يفخم اللام المفتوحة إذا وقع قبلها صاد أو ظاء مفتوحتين أو ساكنتين نحو: (الصلاة، ويصلي، وسيصلون، وظلموا ممن أظلم )وما أشبهه.
الاستعاذة
المختار من لفظ الاستعاذة: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم لا غير، وبه قرأت وبه آخذ
باب البسملة
.لا خلاف في قراءة (بِسمِ اللَهِ الرَحمنِ الرَحيم) في أول الحمد وفي تركها في أول براءة.
واختلفوا فيما عداها من السور، فقرا أبو عمرو وحمزة وورش بغير فصل بين السورتين بـ(بسم الله الرحمن الرحيم) في جميع القرآن.والباقون بالفصل بينهما في القرآن كله والله أعلم.
باب اختلافهم في فرش الحروف
فاتحة الكتاب
)مالك يوم الدين) بالألف عاصم والكسائي.
(السراّط وسراط) حيث وقعا- قنبل. الباقون: بالصاد. وكان خلف يشم الصاد الزاى- حيث وقع- وأشم خلاد في هذه السورة فقط.
سورة البقرة
)وَما يخادعون إلا أنفسهم) بالألف الحرميان وأبو عمرو ولا خلاف في الأول أنه بالألف. (فزادهم الله مرضا) أمال ابن ذكوان هذا الحرف وحده، وأماله حمزة حيث وقع. (يكذبون) بالتخفيف الكوفيون. (قيل و غيض و جيء ) بالإشمام في هذه الثلاثة- حيث وقعت- الكسائي وهشام. ( حيل و سيق و سيء و سيئت) بالإشمام في هذه الأربعة، ابن عامر والكسائي وتابعهما نافع في: (سيء وسئت) حيث وقعا. (على كُلِّ شَيءٍ قَدير)بالمد في هذه الكلمة كيف تصرفت حمزة وورش. (وهو و فهو و لهو و ثم هو) بإسكان الهاء حيث وقعت النحويان وقالون، وخالف أبو عمر وأصله في (ثمّ هو) فضم الهاء بعدها.و (هو )