مبسوط جلد 29
لطفا منتظر باشید ...
قوله تعالى للذكر مثل حظ الانثيين فقد جعل للذكر حاله الاختلاط مثل نصيب الابنتين و أدنى الاختلاط أن يجمع ابن و بنت و للابن هنا الثلثان بالاتفاق فعرفنا ان حظ الانثيين الثلثان و لما صار نصيب البنين معلوما بهذه الاشارة لم يذكر الله تعالى نصيب البنتين أيضا و ذكر نصيب ما فوق البنتين بقوله عز و جل فان كن نساء فوق اثنتين و الدليل على صحة ما قلنا سبب نزول الآية فان سعد بن الربيع رضى الله عنه لما استشهد يوم بدر و كان خلف بنتين و إمرأة فاستولى الاخ علي ماله فجاءت إمرأته إلى رسول الله صلي الله عليه و سلم و قالت ان سعدا قتل معلك و خلف إبنتين و قد غلب عمهما على مالهما و لا يرغب في النساء الا بمال فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم لم ينزل الله في ذلك شيأ ثم ظهر أثر الوحي على رسول الله صلى الله عليه و سلم فلما سرى عنه قال النبي عليه السلام قفوا مال سعد فقد أنزل الله تعالى في ذلك ما ان بينه لي ببينته لكم و تلا عليهم قوله تعالى للرجال نصيب الآية ثم نزل قوله تعالى يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الانثيين فدعا رسول الله صلى الله عليه و سلم أخا سعد و أمره أن يعطى البنتين الثلثين و للمرأة الثمن و له ما بقي و فى الحديث المعروف ان أبا موسى الاشعرى رضى الله عنه سئل عن فريضة فيها بنت و ابنة ابن وأخ فجعل للابنة النصف و للاخ ما بقي فبلغ ذلك ابن مسعود رضى الله عنه فقال لقد ضللت إذا و ما أنا من المهتدين سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول للابنة النصف و لابنة الابن السدس تكملة الثلثين و الباقى للاخ فهذا دليل على استحقاق البنتين الثلثين بطريق الاولى لان حال البنتين أقوى من حالة الابنة و ابنة الابن و الدليل عليه أن حالة التثنية في معنى حالة الجمع لوجود الاجتماع و انضمام أحد الفردين إلى الآخر و لا معنى في الجمع سوى هذا و من حيث الحكم الامام يتقدم على المثنى كما يتقدم على الجماعة و اليه اشارة النبي صلى الله عليه و سلم بقوله الاثنان فما فوقهما جماعة و قيل في تأويل قوله تعالى فان كن نساء فوق اثنتين أى اثنتين فما فوقهما و كلمة فوق صلة فيه كما في قوله تعالى فاضربوا فوق الاعناق يعنى مع الاعناق مع انا قد سلمنا أن في هذا اللفظ بيان نصيب الثالث و التعليق بالشرط عندنا لا يوجب نفى الحكم عند عدم الشرط بل يجوز أن يثبت الحكم بدليل آخر و قد أثبتنا بإشارة النص أن للبنتين الثلثين كما قررنا فان اختلط الذكور بالاناث من الاولاد فالمال بينهمن للذكر مثل حظ الانثيين بالنص و استدلالا بميراث الاخوة فقد قال الله تعالى فان كانوا اخوة رجالا و نساء فللذكر مثل حظ الانثيين و الاولاد أقرب