الموارد الاُخرى لا تكون بذلك الوضوح،فيظن الأشخاص العاديون أنهم وصلوا إلىمعرفة مطلقة وثابتة، وفي الحقيقة أنّ هناكنسبية فيما وصلوا إليه وقد خفيت عنهم. وهذاما أشرت إليه في بداية هذا الحوار من أنحقيقة القول بالنسبية في المعرفة ليستإلاّ مذهب الشك الجديد الذي ظهر قبل وبعدالميلاد بتيارات متعددة بين الفلاسفةوالعلماء، ولكن لم يكن بذلك القوة وتلكالسعة، ثم عاد اليوم ليظهر بكلّ قوةوشمولية ليكتسح أكثر المحافل العلميةوالثقافية في العالم، وصار فخر العالم هذهالأيام أن يقول عندي شك، وصار أوضح علامةعلى سطحية تفكيره وقلّة علمه، أن يقول أناأعلم أو أنا متيقن.
وإذا صارت جميع المعارف البشرية نسبية;فلن يسلم الدين ولن تسلم المعرفة الدينيةأبداً، بل سوف يكونان أمرين نسبيينومتغيّرين، وبالتالي يمكن لنا القول أن فيالمجتمع (ألف) دين المسيحية جيد وحق، وفيالمجتمع (ب) دين الإسلام جيد وحق، بل يمكنالقول في مجتمع واحد بأن هذا الدين جيدوحق، ثم إذا جاء زمان آخر تغيّر معه الدينوكان الدين الجديد أيضاً جيد وحق;والحقيقة هي أن تكون المسألة نسبية بينزمان وزمان وبين مجتمع وآخر، وهي بالنسبةلمجتمع شيء معيّن، وبالنسبة لمجتمع آخرشيء آخر. والتعدديون المسلمون ـ والأفضلأن نقول الذين يدّعون الإسلام ظاهراً ـيتمسكون بالآيات القرآنية لإثباتالتعددية الدينية، وأحياناً يتمسكونبالروايات وبيانات خطابية وبأشعار مولويوحافظ والعطار وغيرهم فيقولون: الكعبةوالمسجد والكنيسة والمعبد مختلفة بحسبالظاهر، ولكن كلها مظاهر لعبادة اللّهوكلها حقيقة واحدة.
أنت مقصودي من الكعبة والمعبد أنت مقصود
وليست الكعبة والمعبد إلاّ ذريعة إليك
وليست الكعبة والمعبد إلاّ ذريعة إليك
وليست الكعبة والمعبد إلاّ ذريعة إليك