تعددیة الدینیة نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
أ ـ المعارف التي تخضع للتجربة الحسيةالمباشرة. ب ـ المعارف التي لا تخضع للتجربة والحس. أما أمثلة القسم الأول كقولنا: هذاالمصباح مشتعل، فإن هذه القضية تخضعللتجربة الحسيّة، لأننا بكل سهولة نضغطعلى زر الكهرباء، فتظلّم الغرفة ثم نضغطثانية عليه فتضيء من جديد، كقولنا: النارمحرقة، فإن هذه القضية تجربية حسية، حيثيمكن لنا بسهولة أن نضع يدنا فوق النارلنصدق بصحتها، وهذه المجموعة من القضاياوالمعارف تجريبية وحسية نستطيع أن نقول:بأنها صادقة أو كاذبة، صحيحة أو باطلة،والطريق لإثبات ذلك هو التجربة والحس. وأما القسم الثاني من المعارف البشريةالتي لا تخضع للحس والتجربة، ولا تقبلالنفي ولا الإثبات، فيرون أنها قضايا لامعنى لها، أو أنها لا توصف بالصدق أو الكذبولا بالصحة أو البطلان، فلذا لا يمكن أنيصدر بحقها أيّ حكم. ويعتبر الوضعيون المتطرفون هذه القضايابلا معنى، ومثلها مثل قولنا: «نور المصباححامض» فكما أن هذه القضية لا معنى لها كذلكالأمر بالنسبة لجميع القضايا غير الحسيةفهي لا معنى لها، وأما النزاع في كون هذهالقضايا صادقة أو كاذبة فإنه نزاع لافائدة منه، ولا فرق في اختيار أيّ واحدمنها، فلا فرق بين أن نقول: (اللّه واحد)وبين أن نقول (اللّه ثالث ثلاثة)، لأنهمامن الناحية القيمية على حدّ سواء، حيث أنهلا قيمة ولا معنى لهما، وكلّ هذه القضايالا تسمن ولا تغني من جوع، ولا تحل لنا عقدةواحدة من مشاكل العيش والحياة. أما الوضعيون الأكثر اعتدالاً. فلهمنظرهم الخاص بالنسبة للقضايا