تعددیة الدینیة نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
غير الحسية وغير التجريبية وبحسبالاصطلاح «القضايا الميتافيزيقية» ـ ماوراء الطبيعة ـ، فهم يقولون: إن هذهالقضايا لا معنى لها، وبما أن هذه القضايالا تخضع للحس والتجربة فيدّعون أنها لاتقبل الإثبات ولا النفي. والنتيجة التي يؤدّي إليها هذا المسلك هيالشك والنسبية، فالقضايا غير الحسية، ومنجملتها طبعاً القضايا الدينية، إما أنهالا توصف بالحق أو الباطل، وإما أن اتصافهابالحق أو الباطل، أو بالصدق أو الكذبيختلف باختلاف الأزمان والأفرادوالمجتمعات، وكل هذه القضايا حق وباطل،صادقة وكاذبة بحسب الشخص أو الزمن أوالمجتمع الذي نقيس عليه. وقد يقال أحياناً أن المفاهيم القيمية،والتي توصف بالحُسن والقبح، وترد عادةبلفظ ينبغي أو لا ينبغي، لا مجال لأن توصفبالصدق أو الكذب وبالحق أو الباطل، فأمثالهذه القضايا، القضيّة القائلة: (ينبغي أنتسود العدالة) و (لا ينبغي أن يسود الظلم)والقضية القائلة: (الصدق حسن) و (الكذبقبيح) كها من مقولة الإحساس والذوقوالعواطف وما شاكل ذلك. وهذه القضايا، وإنكان لها معنى في حدّ نفسها، إلاّ أنه لايقام عليها الدليل ولا البرهان وتبقى غيرمحكمة وغير مبرهن عليها. ويُرجع التفسير الثالث الاختلاف بينالأديان والقضايا الدينية إلى نوعالاختلاف بين اللون الأخضر والأحمر، الذيلا يمكن الإدّعاء فيه بشكل مطلق أن هذااللون قبيح وذاك الآخر جميل، بلا كلاهماجميل; أو أن نقول: إنه لا ينبغي النزاع فيمثل هذه القضايا وكذا بين الأديان، لأنهلا يمكن معرفة واقعها على حقيقته في نفسالأمر ولا يمكن إقامة البرهان