تعددیة الدینیة نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
الجدد، والمدرسة النسبية ومذهب الشكيتمثل في هذه المقولة: «لايمكن لنا أن ندركالواقع كما هو عليه». وعلى هذا المبنى المعرفي يكون صدقالقضايا أو كذبها أمراً نسبياً، بمعنى أنالقضية تكشف عن وجه من الواقعية وتشتملعلى قسم من الحقيقة، ولا توجد قضية تكشف عنالحقيقة بتمامها وجميع القضايا العمليةعلى هذا المنوال، وفي الأصل ليست ماهيةالعلم إلا ذلك، فلا تتصوروا أن العلم يقول:«هذه المسألة على هذا النحو ولايمكن أنتكون غير ذلك»، كلا العلم لا يدعي ذلكأبدا، ولا يمكن أن يكون كذلك. وإنما يقعالكلام في النظريات العلمية عن التأييدوالإبطال لاعن كشف الواقع وعدمه. وأكثر ماتدعيه النظرية العلمية هو «طالما لم يردنقض على النظرية فهي ثابتة ومقبولة، ولكنبمجرد ورود النقض عليها فستبطل وتحلمكانها نظرية جديدة»، وهكذا بالنسبةللنظرية الثانية والثالثة وما بعدها،ويستمر الأمر بأن تُكمل اللاحقةُالسابقةَ ولا يوجد في العلم نظرية ثابتةعلى إطلاقها أبداً. ويستخف الذين يتبنون هذا الأصل في مباحث«علم المعرفة وقيمتها» بالأبحاث المنطقيةوالفلسفية والتي يصطلح عليها بالأبحاثالميتافيزقية، ويعتبرونها غير علمية وليسلها أىّ قيمة، وعندما تُطرح هكذا أبحاثيقولون بتهكم وجدّية: «دعونا من الفلسفة»،فهم لايرون قيمة إلا للعلم، والعلم عندهملايعني الكشف عن الواقع بتمامه، وإنما كلنظرية علمية تشير إلى وجه من وجوه الواقعلاغير; فقد كشف لنا قانون الجاذبية لنيوتنوجهاً من وجوه الواقع، وكشف لنا قانونالنسبية لأنشتاين وجهاً آخر، ولكن لم يكشفأي واحد منها الواقع بأسره، وبما أن الأمركذلك فهذه النظرية صحيحة وتلك أيضا صحيحة.