تعددیة الدینیة نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
مرجعاً معّيناً هو الأعلم فيقلّده، ولايدخل الجنة مقلِّدون مرجعا معيّنا فقط، بلكل من يشخِّص المرجع الأعلم ويعمل على طبقفتواه يُعتبر من أهل السعادة والفوزبالجنة. ومن هنا تطرح هذه الشبهة وهى أننا إذا لمنقبل أن الأديان عبارة عن سبل مستقيمةتوصل إلى الحقيقة الواحدة، فعلى الأقل منقبول ذلك في دائرة المذهب الشيعي، والقولبأن هناك سبلا مستقيمة ومجموعات مختلفة منالأحكام والاعتقادات صحيحة وعلى حق; وهذاهو عين التعددية التي كان الهدف الابتعادعنها. وفي مقام الجواب نقول: إن هناك خلطاً بينمقام الإثبات ومقام الثبوت، فلا ملازمةبين دخول الجنة وبين الوصول إلى الحكمالواقعي والحقيقي للإسلام. وما ذُكر فيمجال تقليد الأعلم من العلماء فعلى الشخصأن يقلّد من يراه الأعلم وإذا قلّده وصادفأن بعض فتاواه لم تصب الحكم الواقعي فسوفيكون هذا الشخص معذوراً أمام الله، ولايعذّب لعدم عمله بالحكم الواقعي للإسلام. وفي مسألة التسبيحات الأربع، فالحقيقةواحدة لا أكثر، والحكم الواقعي لا يخلو منأحد أمرين: إما أن يكون الواجب هو ذكرالتسبيحات ثلاث مرات، وإما أنه يكفي ذكرهامرة واحدة فقط، وتكون فتوى الفقيه الذيتطابق فتواه الحكم الواقعي لله هي الصحيحةوفتوى الفقيه الآخر خاطئة، ولكن هذا الخطأيعذر عليه المجتهد فضلا عن مقلّديه، لأنهسعى بكل استطاعته للوصول إلى حكم اللهالواقعي، ولكن لم يقدر على الوصول إليهلسبب من الأسباب، وهنا ستكون المسألةشبيهة ببحث المستضعف الفكري التي مرّتالإشارة إليه.