تعددیة الدینیة نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
ينبغي، هي تماماً كالمسائل الخبريةالمشتملة على ما هو موجود وما هو معدوم،ليس لها إلا حقيقة واحدة ولا تقبل التعددولا التكثر. وإن كان هناك سلسلة من المسائلالمتصفة بالحسن والقبح قد بُنيت على أساسالجعل والاعتبار، ولا تعتمد على جذورحقيقية وواقعية، إلاّ أن كلّ مسائل الحسنوالقبح ليست كذلك، إذ أنّ الحسن والقبحالأخلاقي والقيمي المعتبر في الإسلام كلهتابع للمصالح والمفاسد. فالكذب مثلا ممنوع من جهة أنه يؤدي إلىعدم اعتماد الناس على بعضهم البعضوبالتالي إلى اختلاف النظام الاجتماعيوعدم إمكان العيش في مجتمع كهذا، فلوتصورنا مجتمعاً ما يعتمد كل أفراده علىالكذب، ففي مثل هذا المجتمع سينفرط عقدجميع الأمور وتضطرب كلُّ الأوضاع والنظمالاجتماعية. ولذا نرى أن أساس الحياةالاجتماعية قد بني على اعتماد الناس علىبعضهم البعض، وأما إذا ساد الكذب فيالمجتمع; فلا يمكن للشخص أن يعتمد على أحدأبداً، لا على زوجته ولا على ابنه ولا علىصديقه أو قريبه، وسوف تتبدد أوصال هذاالمجتمع. ولدفع هذا الضرر الاجتماعيالعظيم قام الإسلام بتحريم الكذبواعتباره ذنباً كبيراً. وأما الصدق فعلى العكس تماما حيث أنه يؤديإلى تعزيز الثقة بالآخرين واعتماد بعضهمعلى بعض، مما يمكّن الناس من تحقيعهالنتابح المثمرة والتقدم في حياتهمالاجتماعية، ولو أن الطالب في المدرسة أوالجامعة لايعتمد على ما يقوله الأستاذ أوالكتاب فستكون كل هذه المدارس والمراحلالدارسية والكتب لغوا ولا فائذة فيها،وعليه فالصدق والكذب تابعان للمصالحوالمفاسد وكذلك الحسن والقبح، وقد اعتبرالإسلام الصدق بالقياس إلى ما يترتب عليهمن مصالح حسنا،