تعددیة الدینیة نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
المحتوى والمضمون ولايوجد دليل علىإثباتها. وأمّا إشكال هذه النظرية من الناحيةالثبوتية والمحتوى، هو أن هذه المشتركاتالمدعاة بين الأديان لاتخلو من أحد أمرين:إمّا أننا لانعثر على هكذا مشتركات أصلابينها، أو أننا إذا عثرنا عليها فهي مبهمةجدّا وكلية وقليلة إلى درجة لايصح إطلاقالدين عليها. وتوضيح ذلك: إذا أخذنا بعين الاعتبار منبين الأديان الموجودة خصوصاً الأديانالسماوية الأربعة. (الإسلام والمسيحيةواليهودية والزرادشتية)، رغم اعتقادنابأن هذه الثلاثة الأخيرة قد حرِّفتوبُدِّلت وأن ما هو موجود منها فعلا غير ماأنزله الله أولا، فقد يتصور في بدايةالأمر أن هناك مشتركات بين هذه الأديانالأربعة يمكن التعرف عليها والتمسك بها،بأن يُتصور أن هذه الأديان كلها مثلاتشترك في أصل الاعتقاد بوجود الإله، ولكنالمسألة ليست كذلك وكما عليه هذا التصورالابتدائي، والمسائل التي يتصور أنهامشتركات بين الأديان يوجد بينها اختلافاتأساسية تجعل اعتبارها مشتركات أمراًمستحيلا. وفي مثال أصل الاعتقاد بوجود الإله فقديتصور إبتداء بأنه أصل مشترك بينها، ولكنلو دقّقنا النظر قليلا لثبت لنا خلاف ذلكوأنه ليس هناك مشترك أصلا. فإله المسيحية يمكن له أن يظهر على صورةإنسان ويمشي بين الناس، ثم يصلب على خشبةويكون فداء لكل الناس الآخرين، وكفارةلذنوبهم وسبباً لنجاتهم وفلاحهم فيالآخرة، والمسيحية تصف الإله بهذا الشكلوهو أن الإله الأب وضع الإله الابن في رحمالسيدة مريم(عليها السلام)، ثم تولّد منهاوعاش عدة سنوات بين عبيده ومخلوقاته إلىأن صلبوه على الخشبة وشنقوه فعاد ثانيةإلى السماء إلهاً!!