تعددیة الدینیة نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
للناس؟ إن الكلام عن المشتركات بينالأديان على ما هي عليه من التناقضوالتضاد أشبه بالخرافة منه بالواقعيةوأقرب إلى عالم الخيال منه إلى عالم العقل«أفلا يتدبرون»؟ إن أساس الدين هو الاعتقاد بالله، وقدواجهنا كل هذه الإشكالات والتناقضات فيالأساس الأول والخطوة الأولى فكيف يسعناالبحث عن المشتركات الذاتية بين الأديان ـواعتبار الاختلافات أمورا عرضية ـ ومن ثمّنعلن أن هناك ديناً عالمياً واحداً؟!وبسبب هذا الإشكال الذي لا يمكن حله قامأحد كتّاب بلادنا من الذين يميلون إلى هذهالنظرية، بالادعاء في إحدى مقالاته تحتعنوان «ذاتيات وعرضيات الدين» بأنالاعتقاد بالله ليس من ذاتيات الدينوجوهره، بل هو من العرضيات ومن الممكن أنيكون للشخص دين وفي نفس الوقت لايعتقدبوجود إله!! وأنا أقول لهذا الشخص: بأنه إذالم يكن هناك إله فمن الطبيعي جداً أنلايكون هناك نبي يرسله إلى الناس!!والنتيجة الحاصلة من ذلك هو إمكان وجودشخص متديّن وفي نفس الوقت لا يعتقد بوجودالله ولا بوجود النبي، وأما العباداتفالأمر فيها واضح للغاية إذ لايوجد بينالأديان عبادات مشتركة أبدا، وصيحيح أنهفي الأديان السماوية توجد عبادة باسمالصلاة إلا أنها ليست مشتركة بين الجيمعبنفس الماهية والحقيقة، والاشتراك بينهاليس إلا اشتراكا في لفظ الصلاة فقط، وأمّاحقيقة الصلاة فتختلف بشكل كلي فيما بينها.وعلى هذا لم يبق عندنا إله مشترك ولانبيمشترك ولا عبادات مشتركة، فأين تلكالعناصر المشتركة بين جميع الأديانلنتمسك بها ونؤمن بأنها دين عالمي واحديوصلنا إلى السعادة والفلاح؟!