تعددیة الدینیة نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
عمليا. وخلاصة الإشكال الأول هي انهلايوجد أي ملازمة بين قبول الأصولالأخلاقية وبين قبول الدين، ومن الممكن أننجد من لا يعتقد بأي دين يلتزم بالأصولالأخلاقية. الإشكال الثاني: لو سلّمنا أن الإعتقادبالله والنبوة والمعاد والمسائل العباديةوغيرها ليس له أي مدخلية في حقيقة وماهيةالدين، وأن الدين ليس إلاّ مجموعة منالأصول الأخلاقية، يأتي دور هذا السؤالوهو: هل الدين عبارة عن الإعتقاد بهذهالأصول الأخلاقية فقط أو أنه لابد علاوةعلى الاعتقاد بهذه الاصول من الالتزاموالعمل بها؟ وهل يكفي أن يكون الشخصمتدينا بهذا الدين العالمي الواحد ليدافععن هذه الأصول بالكتب والمقالات والخُطبولو لم يتقيد ويلتزم بها عملياً؟ أو أنهلابد للمتدينين بهذا الدين العالمي أنيراعوا هذه الأصول الأخلاقية في مقامالعمل علاوة على اعتقادهم بها وبيانهملها؟ فإذا كان الجواب أنه يكفي الاعتقادبهذا الدين، وبغض النظر عن التزام الشخصعمليا بهذه الأصول، قلنا إنّ ديناً هكذاليس له أيّ تأثير على الحياة البشريةوالاجتماعية، وسيّان وجوده أو عدمه، وإذاكان الكلام والاعتقاد لوحده كاف; فيمكنلأي ظالم جاني أن يسطّر أروع المقالاتويلقي أجمل الخطب دفاعا عن العدالة والصدقوالأمانة; ولا أظن أحداً يقبل بهذاالجواب، وأن هذه هي حقيقة التدين. ومنالواضح أن الاعتقاد بدون عمل لا يشكِّلديناً ولا تديّناً، بل لابد أن يترافقالاعتقاد مع الالتزام لكي نصف الشخصبالمتدين. وبناءً على هذا الجواب يبرز سؤال مهمّ جداوهو: ما هو الدافع