تعددیة الدینیة نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
وإذا لم يكن هناك ربُّ ولا نبي ولا كتابولا حساب; فلما ذا نقيّد الناس بهذه الأصولالأخلاقية ونفرض عليها رعايتها؟ الحقيقيةهي أنه لايمكن رعاية هذه الأصول ولايوجدباعث على الالتزام بها أبداً فيما لوغضضنا النظر عن الله وعن المعاد. نعم، منالممكن أن تُراعى هذه الأصول عندما تصبحعادة عندهم وذلك بتربية الناس منذ طفولتهموالاهتمام بهم إلى درجة كبيرة من التلقينوالترغيب وعبر المنبه الشرطي وتعليمهمالآداب والتقاليد الاجتماعية، ولكن منالواضح أننا لا يمكن الدفاع عن ذلك بعنوانأنها نظرية منطقية يمكن إقامة الدليلعليها; بمعنى أننا نسلّم أنكم تستطيعون أنتربّوا الطفل وتؤدبوه بهذه الآداب ويتخلقبهذه الأخلاق، ولكن كيف تثبتوا لنا أنكملا تلقنون إلاّ الأعمال الصحيحة وكيفتثبتون أن عملكم هو الصحيح؟ فإنه بالإمكانالاستفادة من نفس هذه الأساليب لتعليمالطفل الكذب مثلا إلى أن يصبح عادة عنده،فهل عندما نقرّر أن نحوّل الكذب عند الطفلإلى عادة دليل على أن الكذب حسن؟ وقد التفت (كانت) إلى هذا الإشكال وفهمجيّدا أن الإنسان إذا لم يكن معتقدا بوجودالجزاء والعقاب; فبالتالي لايوجد ضمانةعلى أن هذا الشخص سوف يلتزم بالأصولالأخلاقية، ولذا ـ رغم أنه كان يعتقد أنالقيمة الأخلاقية للعمل هي أن تقوم بهإطاعة لحكم العقل والوجدان وأمّا إذا قمتبه رجاء للثواب أو خوفا من العقاب فسوفيفقد العمل قيمته الأخلاقية ـ كانٌ يقولإننا إذا أردنا للأخلاق أن تطبّق خارجا،فلابدّ أن نوجد ضامنا على تنفيذهاوإجرائها، وهذا الضامن عبارة عن قبول عدد