تعددیة الدینیة نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
ومقبولة عند جميع الأديان، فنسأل: 1 ـ هل يكفي مجرد الاعتقاد بهذه الأصول، أوأنه لابدّ من الالتزام والعمل بها؟ ومنالواضح أن مجردّ الاعتقاد لايؤديّ إلى أيّأثر عملي ولن تُحلّ المشكلة، وأمّا إذاقلنا: إن العمل شرط في التدين وله المدخليةالكبرى، عندها يأتي دور هذا السؤال: 2 ـ ما هو الضامن لرعاية وإجراء هذهالأصول؟ خصوصا مع وجود مدارس في فلسفةالأخلاق كالتي تعتبر أن الحسن الأخلاقي هوذلك الشيء الذي يؤدّي إلى سعادة ولذّةالإنسان، وهي مدرسة (طلب اللذّة)، فمن كانيعتقد بهذه المدرسة كيف نحثّه على قولالصدق والحال أنه يؤدّي إلى تضرّره وألمه؟وكيف نبعده عن الكذب والخيانة والحالأنهما سببان لفرحه ولذّته؟ ولا نغفل عن الملاحظة التي تزيد المشكلةتعقيداً وهي: علاوة على عدم وجود مشتركاتبين الأديان فإن جميع أو على الأقل كثيراًمن الأديان يرفض ويواجه الاعتقاداتالمخالفة لاعتقاداته، فالإسلام مثلا فيمسألة الاعتقاد بالله يؤكّد ـ رغم أنهيلزم الاعتقاد بالتوحيد ـ على نفي الشركمطلقا، بل هو يبتدىء بنفي الشرك ثم ينتقلإلى التوحيد، والمُسلم يقول أولاّ (لاإله)ثم يقول (إلا الله)، ومعنى هذا الكلامأن المسلمين يرفضون أولا تثليث المسيحيةثم يقرّون بتوحيد الإسلام، لذا نرى أن هذهالمسألة أيضا تزيد المشكلة تعقيدا علىأصحاب هذه النظرية. والنتيجة النهاية التي وصلنا إليها هي: أنهذه النظرية تواجه المشاكل ثبوتا وإثباتافهي تتضارب في محتواها ومضمونها، ولا دليلولا برهان على إثباتها فلذلك نرفضها رفضاًقاطعاً.