فكرة المدارس الخاصة - علامة العسکری بین الاصالة و التجدید نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

علامة العسکری بین الاصالة و التجدید - نسخه متنی

ابومنتظر کنانی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

فكرة المدارس الخاصة

ان أهم ميزة تميّز بها العلاّمة العسكري في حياته العلمية والسياسية والاجتماعية هو خروجه عن المألوف سواء في تحليل الواقع الذي يعيشه أو في مشاريعه العملية والتخطيط لها ، يعتمد في ذلك طبعاً على ما يملك من النظرة الثاقبة والبصيرة النافذة للأمور ، فكان بذلك مصداقاً للحديث الشريف المؤمن ينظر بعين الله.

لقد درس العلاّمة العسكري ما توفّر لديه من مصادر وكتب في مكتبة جدّه العلاّمة آية الله الشيخ محمد شريف العسكري مثل ثورة التنباك التي أطلقها من مدينته سامراء المرجع الديني الأكبر الميرزا الشيرازي ضد سياسة الاستغلال الاقتصادي البريطاني لمحصول التبغ في ايران واطلع من خلال قراءته على أفكار جمال الدين ، وبذلك تكوّنت لديه صورة واضحة عن خلفيات ودوافع وأهداف الغزو الاستعماري الغربي لبلاد المسلمين.

وبعد أن تأمل بدقة في هذه المسألة الحساسة وضع أصبعه على الجرح حين اكتشف أن الداء الأساسي للأمة الإسلامية هو الغزو الثقافي الذي مارسته الدوائر الاستعمارية بشكل علني تارة من خلال تأسيس المدارس التبشيرية في البلاد الإسلامية، ومخفية تارة اُخرى من خلال اعداد وتربية كوادر من أبناء الاُمة الإسلامية في المدارس والجامعات الغربية واعادتهم الى بلدانهم بعد أن يكونوا قد تعرضوا لعملية غسل للدماغ ليتواصل بذلك الاستعمار ويستمر حتى بعد انتهاء رحلة الاستعمار العسكري المباشر.

ولا نبالغ اذا قلنا ان العلاّمة العسكري كان من أوائل المفكّرين المسلمين الذين انتبهوا الى خطورة المناهج الدراسية المعتمدة في بلاد المسلمين ومنها العراق باعتبارها - أي المناهج - وضعت لها مباشرة من قبل الأجانب العاملين كمستشارين في المؤسسات التعليمية الحكومية أو من قبل مسلمين تلقّوا تعليمهم في المدارس الغربية وعلى يد المستبشرين وحملوا أفكارهم الهدّامة وتشبعوا بها ، ومن جانب آخر اكتشف أيضاً وجود هوة كبيرة بين المناهج التعليمية المعتمدة في بعض البلدان الغربية كفرنسا وألمانيا وحتى اليابان وبين المناهج المتبعة في بلاد المسلمين ، ولا سيما من حيث القيمة العلمية التي ترفع من المستوى العلمي للدارس في مجال تخصّصه ، فتوصل بذلك الى حقيقة مفادها ان المناهج التعليمية هي أحد الأسباب الرئيسية لتخلف العالم الاسلامي عن ركب العلم والتقدم والتطوّر ; (لذلك سمّى مدارسنا بمعامل اعداد الموظفين لأنها لا تخرّج الاّ الموظّفين الذين يجلسون على الكراسي ويقولون نعم لإجراء مخططات الاستعمار).

فضلاً عن ذلك لاحظ العلاّمة العسكري انعدام جسور العلاقة بين اثنتين من أهم المؤسسات المؤثرة في المجتمع وهما الحوزة والجامعة ، فالأولى متفوقة على ذاتها ومنعزلة عن المجتمع لا همّ لها سوى تخرّج العلماء لا لشيء غير الدرس والتدريس فيما انتهجت المدارس الحكومية الرسمية منهجاً غربياً في توجهاتها وأهدافها وغريباً عن المجتمعات الإسلامية ، ولا نعتقد ان أحداً غير العلاّمة العسكري يستطيع أن يقدم صورة واقعية عن الأجواء والظروف التي سادت بلاد المسلمين بعد الحرب العالمية الثانية وخاصة في مجال الثقافة والتربية والتعليم. اذن فلنستمع اليه وهو يقدم وصفاً دقيقاً للحال:

(بعد الحرب العالمية الثانية كان في وزارات المعارف في سوريا ولبنان وايران مستشارون فرنسيون وفي العراق ومصر وما شابهها مستشارون بريطانيون ، وفي المدارس التي كانت تحت اشراف فرنسا كان يجري تدريس تراجم أدباء فرنسا وأمجادهم وآثارهم الحضارية على المجتمع البشري ، وفي المدارس التابعة لبريطانيا تدرس أمجاد بريطانيا وآثار حضارتها على المجتمع البشري ، وتخرج من هذه المدارس أمثال ساطع الحصري الذي طلب منه أحد زوّاره يوماً - وهو في مكتبه - القرآن الكريم فرد عليه: اني لا أحتفظ في مكتبتي بكتاب سخيف كهذا، - والعياذ بالله -).

/ 109