السيد يقرأ فيتغيّر - علامة العسکری بین الاصالة و التجدید نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

علامة العسکری بین الاصالة و التجدید - نسخه متنی

ابومنتظر کنانی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

السيد يقرأ فيتغيّر

يقرأ الكثير من الناس لأغراض مختلفة ومتعدّدة ولكن ممّا يميّز السيد العسكري انّه لم يكن يقرأ ليعرف كما يفعل أكثر القراء اليوم بل ان قراءات السيد العسكري مارست دورها الهام في صياغة شخصيته حيث يتحول العسكري الى مشروع لعلاج مشكلة قد يكون قرأها في كتاب. مما يعني ان السيد العسكري يتشكل وجدانياً ويتكون داخلياً لإجابة التحدّيات التي كان يقرأها ويجد انها لم تحل بعد أو لم يكتب جوابها ، لقد كان يتفاعل بطريقة غريبة مع ما يقرأه ، وكانت واحدة من المشاكل التي دفع السيد العسكري ثمنها من صحته ولطيلة سني عمره القادمة هي مشكلة سيف بن عمر ورواياته التي لم يكتشف الخيط الجامع لها الاّ بعد عمل لفترة طويلة بشكل مضن تجاوز فيه عدد ساعات العمل اليومي أكثر من ثماني عشرة ساعة وأحياناً تسع عشرة ساعة في اليوم بين قراءة وتدقيق ومطابقة حتى اذا انتهى الأمر لاكتشاف أصل الروايات المكذوبة ، ومعرفة مصدرها ، وتحديده بسيف دون غيره كانت معدة السيد العسكري قد أصيبت بداء استمر معه لأكثر من سبعين سنة بعد ذلك ولم يشف منه تماماً لحد الآن رغم مراجعات أوصلته لأطباء في الشرق والغرب. لقد كانت القراءة والكتابة عند السيد العسكري همّاً كبيراً وألماً وربما عشقاً أيضاً سمّها ما شئت. المهم انها ليس قراءة استطلاع أو ثقافة ومعرفة وحسب بل هي صراع داخلي يتحوّل فيه العسكري الى انسان آخر تصوغه العبارات التي يقرأها والكتب التي يغوص بين أسطرها وصفحاتها. ولعل هذا السبب هو الذي جعل السيد العسكري فيما بعد يتصدى للكثير من الكتّاب والمؤلفين الذين يحسّ بخطورة كتاباتهم وأثرها على المجتمع. يعتقد السيد بأهمية الكتاب والكتابة حتى الآن، وجدته في أحد الأيام مشغولاً بالرد على كتاب لم أجد أهمية لكاتبه أو للشبهات التي أثارها فتحدثت معه حول ان الانشغال بمثل هذه الكتب يفوّت فرصة للاستفادة منك في جوانب أكثر أهمية ولكتابات نحن بحاجة اليها أكثر من الرد على مثل هذا الكتاب.

ولكن السيد أجابني: بما انه كتب يجب أن أردّ.

أستطيع أن أقول بوضوح لا لبس فيه: ان السيد يعتبر الحقيقة قضيته الأولى وعليه مسؤولية كشف اللثام عن كل قضية تثار ضد الشيعة بشكل غير صحيح وهو يقول وهو في هذا العمر: اذا وجدتم شيئاً في هذه المجالات أخبروني (جيبوه الي) وأنا أرد عليه.( [6])

ويمكن تصور شخصية السيد العسكري وجديته في تبني ما يعتقد بصحته ليتحوّل الى حقيقة وجدانية وصفة ذاتية من خلال هذه الأمثلة:

1 - ترك الدراسة في قم وعاد الى سامراء بسبب عدم قبولهم ادخال دراسة القرآن في المنهج واعتراضهم على دروس للتفسير رتبها مع زملائه.

2 - قرر أن يدرس التأريخ والسنّة النبويّة عندما اعتقد ان الأدلة الفقهية أكثرها قولية وليست عملية كما قرر أن يكتب مستدركاً على الوسائل لهذا السبب لأنه يعرف ان السنّة النبويّة ليست قول الرسول(صلى الله عليه وآله) فحسب بل هي عمله وتقريره (سكوته عن شيء حدث بحضرته فلم يستنكره).

3 - قرر أن يعمل في الجامعات والمجتمع بعد أن قرأ الرحلات وحركة الأفغاني وكتب في هذه الفترة من عمره كتاب الأمراض الاجتماعية وعلاجها.

4 - عمله السياسي والتغييري والاجتماعي الذي جرّ عليه الكثير من الضغوط حتى انتهى به الأمر الى الخروج خارج العراق.( [7])

5 - تصديه الواضح لدعاة التغريب والعلمانية الذين كانوا يغلفون أهدافهم بكتابات نقدية واجتماعية وغيرها مثل علي الوردي والدكتور شريعتي فيما بعد ودفعه لثمن باهض بسبب مواقفه هذه.

6 - كان السيد يتألم كثيراً وهو يرى ان الذي وضع المدارس في سوريا وايران في وزارة المعارف مستشار فرنسي وفي العراق ومصر مستشار انجليزي مما جعل أحد أهم أنشطته السياسية محاولات الحصول من الحكومة آنذاك على موافقة لتعديل المناهج وتغييرها( [8]).

ان تقييم شخصية السيد العسكري تحتاج لمعرفة كل التحدّيات التي كان يعيشها العالم الاسلامي، ولذلك اعتقد انه يمكننا القول ان شخصية السيد العسكري هي استجابة واقعية للتحديات التي عاصرها في زمانه واطلع عليها أو قرأها وحاول أن يرد عليها أو يعالجها.

/ 109