العلاّمة العسكري يدرك خطورة حزب البعث على الإسلام - علامة العسکری بین الاصالة و التجدید نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

علامة العسکری بین الاصالة و التجدید - نسخه متنی

ابومنتظر کنانی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

لما أدركنا ذلك فكّرنا وخططنا أن نفجر (الموقف) ونفشل عمل (حزب) البعث وان لا نترك البعث يبدأ بنا ، وان نناهض مخططاته. وكان لنا لقاء مع السيد الحكيم(قدس سره) ودراسة لمواقف البعث وما ينبغي أن تقوم به المرجعية ، وأخيراً وافق السيد(قدس سره) على القيام بالمناهضة يوم ذاك.

وكان السيد الحكيم(قدس سره) حكيماً في عمله لا يقدم على عمل حتى يدرس جميع ما ينبغي أن يتقدم العمل به وما يتأخر عنه ، لذلك انتظرنا حتى درس السيد جميع جوانب القضية وأخيراً وافق وجاء الى بغداد.

وكان التخطيط هو أن نستقدم مواكب تزور السيد الحكيم(قدس سره) ثم يتحدث من كل موكب متحدث ويصرح بما تتحمله الأمة وما يعمله البعث ، ثم نتدرج ونصعّد العمل على أن يتلو ذلك كتابة مطاليب الأمة ومؤاخذاتها على البعث ومن قبل علماء بغداد ، ويوقع بالنيابة عنهم السيد محمد مهدي الحكيم(رضي الله عنه)ويقدمها الى الحكومة ، ثم نتدرج في استقدام الوفود بعد ذلك ، وأخيراً تقوم مدينة الشعلة القريبة من الكاظمية بمسيرات ضخمة في ليلة عيد ميلاد النبي(صلى الله عليه وآله) الى صحن الجوادين(عليهما السلام) ويأتي السيد الحكيم الى الصحن الشريف ويلتقي بهم ثم نتحدث في تلك الجموع. وكنا نعتقد أن ملحمة ستقع مع البعث ، فاذا لم تقع فإننا نستقدم بعد ذلك مواكب ضخمة من الثورة لتخترق شوارع بغداد الى الكاظمية ، وكنا نعتقد أن البعث لا يتحمل ذلك ويفجّر الموقف وهو الذي نطلبه.

ولكن البعث فجّر القنبلة وهي لا تزال في الفضاء وذكر اسم السيد مهدي الحكيم(رضي الله عنه) في التلفزة ، وكان ما جرى بعده من انفضاض الأمة وتركها دار السيد الحكيم(قدس سره) في عدد قليل من العلماء ممن كان في خدمته ، واضطررنا الى مغادرة العراق.. الشهيد السيد مهدي الحكيم(رضي الله عنه) والسيد محمد بحر العلوم وكنت ثالث الأخوين)([52]).

ومعلوم ان العلاّمة العسكري غادر الى لبنان فيما غادر السيد مهدي الحكيم والسيد محمد بحر العلوم الى دبي والكويت ، وهناك في لبنان لم يهدأ للعلامة العسكري بال ولم يقر له قرار دون أن يفتح في لبنان جبهة جديدة ضد نظام البعث. (وقد ذهب السيدان (بحر العلوم ومهدي الحكيم) الى الكويت ودبي ثم انتهى المطاف بهما الى لندن. وذهبت أنا الى بيروت وقمت مع السيد موسى الصدر وأخي السيد محمد حسين فضل الله وأخي الشيخ محمد مهدي شمس الدين بمناوشات ضد البعث ، حتى رأيت امارات تدل على ان البعث يريد اختطافي الى العراق ، فاضطررت الى السفر الى ايران ولم أكن أقصد البقاء فيها.

كنت أقدر انني أستطيع أن أحرك في ايران أبناء الأمة وعلى رأسهم الفقهاء للقيام بما تقتضيه المناهضة ضد البعث ، ولكنني رأيت أن ذلك غير ممكن مع الجو الخانق الموجود يومذاك في ايران من قبل حكومة الطاغوت ، ورأيت ان الاخوان المجاهدين في ايران لا يقدرون خطورة البعث ومواقفه وكانوا يرون أن البعث يريد محاربة اسرائيل وكانوا يتساءلون عن الحكمة في مناهضتنا البعث في الوقت الذي نريد أن نحارب اسرائيل)([53]).

العلاّمة العسكري يدرك خطورة حزب البعث على الإسلام

القضاء على الإسلام أو تهميش دوره في حياة المسلم وتشويه صورته فكرة قديمة راودت ساسة الغرب وقادته منذ أمد بعيد. وما الحروب الصليبية التي شنتها الدوائر الغربية الاستعمارية والكنسية على العالم الاسلامي والتي امتدت على مدى قرنين من الزمان الاّ تنفيذاً لهذه الفكرة الاستعمارية القديمة ، فالاستعمار الغربي (لا يرى في الإسلام جداراً في وجه المطامع الغربية فقط ، بل يعتقد الغربيون ان الإسلام هو الخطر الوحيد عليهم في بلادهم)([54]).

يقول (البر مشادور) وهو أحد ساسة الغرب: (من يدري؟! ربما يعود اليوم الذي تصبح فيه بلاد الغرب مهددة من قبل المسلمين.. إن المسلم قد استيقظ وأخذ يصرخ ها أنذا ، انني لم أمت ، ولن أقبل بعد اليوم أن أكون أداة تسيرها العواصم الكبرى ومخابراتها)([55]) ; لذلك يرى قادة الغرب وساسته انه (يجب محاربة الإسلام للحيلولة دون وحدة العرب التي تؤدي الى قوة العرب تتصاحب مع قوة الإسلام وعزته وانتشاره.. ان الإسلام يفزعنا عندما نراه ينتشر في القارة الافريقية)([56]).

وهناك نماذج كثيرة من هذه الأقوال والاشارات الصريحة التي تؤكد جميعها على اعتبار الإسلام - بعد اخفاق وفشل الحروب الصليبية - الخطر الأكبر الذي يهدد مصالح العالم الغربي الاستعماري ويقف أمام أطماعه ونهب خيراته وثرواته ، وتدعو قادة الغرب الاستعماري وحكامه الى التصدي للاسلام والقضاء عليه أو تحجيم دوره وحركته في الحياة.

/ 109