القضاء على الإسلام أو تهميش دوره في حياة المسلم وتشويه صورته فكرة قديمة راودت ساسة الغرب وقادته منذ أمد بعيد. وما الحروب الصليبية التي شنتها الدوائر الغربية الاستعمارية والكنسية على العالم الاسلامي والتي امتدت على مدى قرنين من الزمان الاّ تنفيذاً لهذه الفكرة الاستعمارية القديمة ، فالاستعمار الغربي (لا يرى في الإسلام جداراً في وجه المطامع الغربية فقط ، بل يعتقد الغربيون ان الإسلام هو الخطر الوحيد عليهم في بلادهم)([54]).يقول (البر مشادور) وهو أحد ساسة الغرب: (من يدري؟! ربما يعود اليوم الذي تصبح فيه بلاد الغرب مهددة من قبل المسلمين.. إن المسلم قد استيقظ وأخذ يصرخ ها أنذا ، انني لم أمت ، ولن أقبل بعد اليوم أن أكون أداة تسيرها العواصم الكبرى ومخابراتها)([55]) ; لذلك يرى قادة الغرب وساسته انه (يجب محاربة الإسلام للحيلولة دون وحدة العرب التي تؤدي الى قوة العرب تتصاحب مع قوة الإسلام وعزته وانتشاره.. ان الإسلام يفزعنا عندما نراه ينتشر في القارة الافريقية)([56]).وهناك نماذج كثيرة من هذه الأقوال والاشارات الصريحة التي تؤكد جميعها على اعتبار الإسلام - بعد اخفاق وفشل الحروب الصليبية - الخطر الأكبر الذي يهدد مصالح العالم الغربي الاستعماري ويقف أمام أطماعه ونهب خيراته وثرواته ، وتدعو قادة الغرب الاستعماري وحكامه الى التصدي للاسلام والقضاء عليه أو تحجيم دوره وحركته في الحياة.