تصنيف القرّاء - علامة العسکری بین الاصالة و التجدید نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

علامة العسکری بین الاصالة و التجدید - نسخه متنی

ابومنتظر کنانی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

تصنيف القرّاء

ولقد استغربت كثيراً تصنيفه للناس في المقالة الأخيرة (دروس من معركة القعقاع!) الى ثلاثة أصناف:

فالصنف الأول (ينفي وجود القعقاع مطلقاً; لأن سيفاً معروف باختلاق الشخصيات والمعارك والأحداث!!).

والصنف الثاني (يثبت وجوده ودوره كاملاً بكل التضخيمات والتهويلات!!).

والصنف الثالث (يتوسط فيرى ان سيف بن عمر قد بالغ في دور القعقاع بن عمرو ، ذلك الدور الذي لم يذكره غيره!!) ، ثم قال: (وفي ظني أن الصنف الأول والثالث متقاربان جداً ، ويمكن أن يتفقا اذا عرفا منهج سيف بن عمر بالتفصيل!! والخلاف بينهما يسير).

أما المالكي - تبعاً للعسكري من قبله - فالأمر لديه على العكس: فقد نظر في أخبار القعقاع فلم يجد أكاذيب تجزم العقول والفطر السليمة بأنها باطلة ، وإنما هي أخبار في حدود المعتاد والمعقول. ثم نظر في الأسانيد فرأى أنها وردت عن طريق سيف بن عمر ، فقرر أربعة أمور:

* ان انفراده بها يكفي للجزم بأن أخبار القعقاع أكاذيب.

* ان انفراده بها يكفي للجزم بأن القعقاع نفسه أسطورة.

* ان انفراده بأي شيء آخر يكفي للجزم بأنه اسطورة.

* انه لا غيره مؤلف هذه الأكاذيب والأساطير.

ونحن لا نتهم المالكي - ولا العسكري من قبله - بضعف الاطلاع ، ولا شك انهما قد بذلا غاية الجهد.

والغريب ان العسكري كان أصدق منه اذ قال: (واذا بي أهتدي الى حقيقة كان التأريخ قد نسيها فانطوت في أثنائه وضاعت في تياراته) ، فلم يزعم انها كانت موضع اجماع القدماء ، ربما لأنه ليس بحاجة الى هذا الاجماع!

ولو محّصنا كتب التأريخ لما خلا كتاب منها من شيء ينفرد به. واذا كان فيها مبالغات أو أخبار ضعيفة أو باطلة أو رجال لا يوثق بروايتهم فلا بأس بالرد عليه وبيان حاله بالاسلوب العلمي الملائم ، من غير حاجة للتهويل والمبالغة وتصوير التأريخ الاسلامي بهذه الصورة البائسة.

فلم يبق اذن الا شهرة القعقاع في القرن الأول وبعض الثاني ، وأظن ان هذا هو مقصود المالكي ، ولست أرى ههنا الا ثلاثة احتمالات

1 - فإما أن يكون في واقع الأمر من أشهر المشاهير آنذاك.

2 - وإما أن يكون رجلاً محدود الشهرة.

3 - وإما أن يكون انساناً لا وجود له.

وهو ان شهرته في الصدر الأول لم تكن كبيرة; فلذلك لم يتواتر المؤرخون على ذكره ، ولا يمتنع أن تكون روايات سيف قد اعترتها المبالغة للأسباب المشار اليها أو غيرها.

/ 109