العسكري في تقييم الساحة وتأصيل الوعي الاسلامي - علامة العسکری بین الاصالة و التجدید نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

علامة العسکری بین الاصالة و التجدید - نسخه متنی

ابومنتظر کنانی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

العسكري في تقييم الساحة وتأصيل الوعي الاسلامي

لقد كان العلاّمة العسكري أحد أبرز علماء الدين الذين تصدوا للغزو الفكري الاستعماري وتعريف الشباب بما كان يحمله من وعي وبصيرة وتحليل دقيق لما يجري في الساحة ولما يخطط له أعداء الأمة والأهداف التي يريدون الوصول اليها.

ولا نبالغ اذا قلنا ان اهتمامات العلاّمة العسكري لم تكن تقتصر على الساحة العراقية التي كان ينظر اليها باعتبارها تشكل جزءاً من الساحة الإسلامية الكبرى وتشكل منطلقاً لعمله الاصلاحي التغييري. بل كان سماحته يحمل صورة شاملة عن الساحة الإسلامية في مختلف الأقطار والبلاد الإسلامية.

وفي هذا الاطار يتحدث سماحة العلاّمة العسكري حيث يقول: (اذا أردنا أن ندرس الحالة الاجتماعية في العراق ينبغي أن ندرس قبلها أشياء قد تتصل من قريب أو بعيد بوضع العراق.. منها دراساتي عن سياسة الغرب ، حيث انتهيت - في حينه - الى أن للغرب تخطيطاً للبلاد الإسلامية - فالمطلوب - في مصر الغاء وجود الأزهر ، وفي ايران محاربة عقيدة الشيعة والتشيع ، وفي العراق محاربة الوجود الشيعي وليس وجود العقيدة الشيعية وحدها بل الوجود الشيعي كله وفي تركيا الغاء الخلافة ، وان من طبيعة الاستعمار البريطاني اذا دخل بلداً يعمل على تسليط الأقلية على الأكثرية.. لقد كان واضحاً ان الثورة الإسلامية في العراق كانت بقيادة علماء الشيعة وفي ايران كذلك ، وان الاستعمار يعلم جيداً أثر علماء الشيعة وعقيدة الشيعة ، فكان يخطط في هذا المجال..)([40]).

وهكذا يشخص العلاّمة العسكري وبشكل دقيق ، فالاستعمار البريطاني حارب الشيعة في العراق على أساس مواقف علمائهم في الحرب العالمية الأولى ; حيث تركوا خلافهم مع الدولة العثمانية جانباً ونسوا المظالم وسياسة الاضطهاد التي مارستها هذه الدولة ضدهم انطلاقاً من دوافع مذهبية مقيتة وحملوا السلاح وأفتوا بالجهاد للدفاع عن الدولة العثمانية باعتبارها تمثل الخلافة الإسلامية ضد العدوان البريطاني في الحرب العالمية الأولى. وقد أبلت العشائر العربية العراقية الشيعية بلاءً حسناً في الحرب امتثالاً لدعوة علماء الدين وفتاواهم بالجهاد ضد الانجليز.

وبعد أن هزم الجيش العثماني واحتُلَّ العراق من قبل القوات البريطانية كان علماء الدين الشيعة أول من تصدى لسياسة الاحتلال والانتداب وأعلنوا الثورة ضد الانجليز وهي الثورة المعروفة بالثورة العراقية الكبرى في 1920.

وأما فترة ما بعد انسحاب علماء الدين عن الساحة السياسية وتخلّيهم عن قيادة جماهير الأمة فان العلاّمة العسكري يرسم هذه الصورة القاتمة عنها:

(ابتعدت الحوزات العلمية عن كل شيء واكتفت بتخريج المجتهدين ، وكان العلماء ساكتين عما يجري في العالم كله ، ليس عن العالم الخارجي البعيد فحسب بل حتى عن عالمهم ، وكان شغلهم الشاغل هو بلوغ مرتبة الاجتهاد ; لذلك اكتفوا من الدراسة والتدريس على الفقه والاصول ، ولم تكن هناك صلة بين العالم الشيعي والشعب.. نعم يقوم إمام المسجد بقبض الحقوق الشرعية ، فيأخذ لنفسه الثلث ويعطي الثلثين للمرجع الديني ، ولم يكن ينعكس في الحوزات مايجري في المجتمع لأن العالم الديني أو إمام المسجد ينصرف الى منزله بعد اقامة الصلاة)([41]).

وقد استغل الاستعمار البريطاني هذا الوضع البائس لنشر الأفكار الهدامة للعقائد الدينية في المجتمع العراقي واستخدم الشيوعية أداة لضرب الإسلام وقد كان ذلك في فترة الحرب العالمية الثانية ، كما يصف ذلك العلاّمة العسكري الذي عايش ذلك الوضع وتلك الفترة عن قرب حيث يقول: (ابان الحرب العالمية الثانية وأنا قد عشتها - نعم عشت الحرب العالمية الأولى ولكني كنت طفلاً لا أفهم شيئاً - انتشرت الشيوعية أو اليسار بفضل الانجليز والأميركان الذين ساعدوا الشيوعية لأنهم كانوا بحاجة الى روسيا ضد دول المحور في الحرب.. وأذكر اني في تلك الفترة زرت ايران فشاهدت الحالة نفسها القائمة في العراق حيث كانت التظاهرات الشيوعية والكتب الشيوعية)([42]).

وإزاء هذه الأوضاع ومعالجة الانتكاسة التي أصابت الساحة الإسلامية - السياسية أو الاجتماعية والتربوية - العراقية قرر العلاّمة العسكري أن يشمر عن ساعديه بعد أن شخص الداء ومكامن الضعف تشخيصاً جيداً حيث وضع بذلك أساساً صحيحاً للعلاج والعمل وطرح المبادرات المطلوبة والكفيلة بإعادة الأمور الى نصابها وتأصيل الوعي الاسلامي في الأمة.

/ 109