بنت الهدى مشرفة على مدارس الزهراء - علامة العسکری بین الاصالة و التجدید نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

علامة العسکری بین الاصالة و التجدید - نسخه متنی

ابومنتظر کنانی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

بنت الهدى مشرفة على مدارس الزهراء

من المدارس الإسلامية المهمة التي أسسها العلاّمة السيد العسكري ضمن مشاريعه مدارس الزهراء للبنات في الكاظمية وكانت أول مدرسة دينية أسست للبنات في العراق. ومن معلمات هذه المدارس العلوية الفاضلة الشهيدة بنت الهدى أخت الشهيد الصدر (رضوان الله تعالى عليهما). وكانت تدرس في الصفين الخامس والسادس (الابتدائي) وعندما وجد العلاّمة العسكري فيها النبوغ والذكاء. رشّحها للتدريس في المرحلة المتوسطة الاّ انّ وزارة التربية والتعليم رفضت تعيينها على ملاك المرحلة المتوسطة بحجة انها لا تحمل شهادة رسمية من الوزارة فأصدر سماحة السيد العسكري أمراً ادارياً باعتباره رئيس جمعية الصندوق الخيري الاسلامي الذي تتبع له المدرسة بتعيينها مشرفة على مدارس الزهراء تدخل الصفوف بعنوان مشرفة تربوية ومن صلاحياتها اختيار ادارة المدرسة والمعلّمات( [11]).

وعندما نلقي نظرة عابرة على سيرة هذه المعلمة المجاهدة (الشهيدة بنت الهدى) ونشاطها الذي لا يعرف الكلل والتعب والجهود التي كانت تبذلها من تربية الفتيات المؤمنات الواعيات ، نلمس دقة الانتخاب وحسن الاختيار ونفاذ البصيرة عند العلاّمة السيد العسكري.

ان مهمة العلوية بنت الهدى كمشرفة على مدارس الزهراء لم تكن سهلة من عدة جوانب:

الأول: ان الاشراف لم يكن يقتصر على سير الدراسة وأساليب التدريس بل كان يتعدى ذلك بكثير ، فبالاضافة الى الاشراف على الطالبات كانت أيضاً تشرف على المعلمات وتختبرهنّ بدقة كبيرة قبل تعيينهن في وظيفة التدريس ، فالهدف الأساسي من هذه المدارس كان تخريج فتيات مؤمنات وواعيات قادرات على العمل الاسلامي وسط الأجواء النسوية ، وهذا ما لا تقدر عليه الا الفتاة المثقّفة الواعية لمسؤولياتها ودورها في عملية التغيير. وقد أدركت العلوية بنت الهدى مهمّتها منذ البداية ، وكانت على علم بأهداف جمعية الصندوق الخيري الاسلامي ونهجها العقائدي ، لذلك فقد وضعت هذا الهدف وهذا النهج نصب عينيها وهي تتقبل المسؤولية الملقاة على عاتقها ، وقرّرت أن تسير على ذلك النهج وصولاً الى الهدف المنشود بل (كانت طموحة لأداء دور واسع في المجتمع النسوي الذي وجدته يتطلب تظافراً أكثر من امرأة مرشدة وأكثر من جمعية رشيدة وأكثر من مدرسة واحدة ، الأمر الذي يفسّر حرصها الشديد على مضاعفة جهدها الفردي وتكثيف نشاطها بنفسها في محاولة جادة لسد الفراغ الذي يسود مجتمع النساء)( [12]).

الجانب الثاني: في مهمتها هو انها كانت تشرف على مدرسة دينية اُخرى للبنات في مدينة النجف الأشرف - محل سكنها - لذلك كان عليها أن تبذل جهوداً استثنائية خاصة للتوفيق بين العملين في كل من الكاظمية والنجف الأشرف مع طول المسافة بين المدينتين. لذلك قسمت أيام الأسبوع بين هاتين المدينتين دون أن تهدأ أو تستقر طوال ساعات اليوم.

ولقد نجحت بنت الهدى في هذه المهمة الشاقة نجاحاً كبيراً واستطاعت من خلال شخصيتها الدينية والعلمية أن تكوّن هيئة معلّمات مؤمنات يحملن هموم الإسلام وهموم الأمة ويحرصن على مصالح المجتمع العراقي من خلال القيام بعبء تربية طالبات مؤمنات متديّنات في عصر علماني يستهدف الاطاحة بمقوّمات شخصية المرأة ومصادرة القيم المستمدة من العقيدة الإسلامية( [13]).

لقد كان اشرافها على مدارس الزهراء يتميّز بمنتهى الدقّة وبشدّة الاحتياط ، الأمر الذي جعل من هذه المدارس قلعة للحجاب حسب تعبير أحد المفتشين ، الذي أراد أن يدخل أحد صفوف الطالبات ، فطلبت منه بنت الهدى الانصراف عن ذلك وقالت له: (انه لا ينبغي الدخول الى داخل الصف ويمكن الاكتفاء بأخذ المعلومات من الادارة.. أرجو أن تقوم احدى المفتشات بزيارة مدرستنا) فلبّى المفتش طلبها وكتب تقريراً الى وزارة التربية جاءت فيه هذه العبارات (ان هذه المدارس قلعة للحجاب)( [14]).

ولكن بعد أن صادر النظام البعثي الحاكم في العراق هذه المدارس تركت العلوية بنت الهدى العمل فيها ، وقالت ان مهمّتي انتهت بوضع السلطات يدها على هذه المدارس لأن هذه السلطات ستغيّر كل شيء في هذه المدارس وهذا ما حصل بالفعل.

/ 109