منهج التقريب الحواري - التقريب بين المذاهب - علامة العسکری بین الاصالة و التجدید نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

علامة العسکری بین الاصالة و التجدید - نسخه متنی

ابومنتظر کنانی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

فلماذا لم يأخذ بها المسلمون جميعهم وهي حقيقة علمية ناصعة لاتحتاج لدليل اضافي ؟ فما الذي يمنع المسلمين اليوم من العودة عن كتب كل الذين اعتمدوا على سيف الكذّاب وادّعوا أحاديثه ونقلوا رواياته الخرافية ؟

ان الحق أوضح من الشمس في هذه القضية ولكن مستوى الوعي العام لدى جميع الشعوب الإسلامية لم يصل الى درجة بحيث يرفضون كل دخيل ، وهل يستطيع الجمهور في أغلبيته سلوك طريق العلماء والباحثين المنصفين؟

منهج التقريب الحواري - التقريب بين المذاهب

قدم العديد من العلماء المسلمين طيلة تأريخهم الطويل مساهمات مهمّة في توحيد المسلمين وتقريبهم وخصوصاً فيما كتبه العديد من أساتذة وعلماء المذاهب عن قضية أهل البيت ومظلوميتهم بما جعل هذه الكتب تشكل فيما بعد قاعدة لحوارات واستدلالات مؤثرة غاية التأثير في الوصول الى الحقائق الإسلامية ، كما شكّلت الحوارات المخلصة والصادقة منذ الأشهر الأولى لوفاة الرسول الكريم تراثاً مهماً من الحقائق والمعارف يمكن أن تؤسس لقاعدة مهمة من قواعد وحدة المسلمين واقترابهم ، كما قام العديد من العلماء بمحاولات عديدة للتواصل بين المذاهب وتقريب المسلمين ولعل أنجح هذه الحوارات وأكثرها تأثيراً هو حوار العالم المعروف السيد عبد الحسين شرف الدين مع شيخ الأزهر آنذاك وكبير علمائه الشيخ سليم البشري..

هذا الحوار الذي نتج عنه اعتراف الأزهر الشريف بمنهج أهل البيت واعتباره أحد المذاهب الإسلامية ، ولكن هذا المنهج الحواري لا يمكن تعميمه على جمهور المسلمين واعتباره هو طريق التقريب والتوحد رغم أهميته وما يقدمه من حقائق ومعتقدات ومواقف واحدة لجميع الفرقاء والمذاهب وذلك لأكثر من سبب:

1 - انه منهج للمختصين والعلماء وأصحاب النظر في غوامض الأمور وحقائق التأريخ وهذه ليست صفات عموم الناس ولا أكثرهم.

2 - لأن هذا المنهج يحتاج زمناً طويلاً ليصل الى نتائج حاسمة خصوصاً وان كل التجارب الانسانية لم تزد على أن قدمت مثالاً ناجحاً للحوار مثل حوار البِشْري - شرف الدين - الذي أشرنا اليه وكانت نتيجته كتاب المراجعات المعروف.

3 - ان الوصول بهذا المنهج لنتائجه النهائية يحتاج لتشكيل مؤسستين علميتين أو أكثر من كبار علماء المسلمين من كل المذاهب لبحث الأمر والتسليم بالنتائج النهائية مع عدم وجود ضمانة على قبول كل القواعد الجماهيرية وطبقات العلماء الأخرى بنتائج البحوث خصوصاً وأن ليس هنالك سلطة تستطيع فرض هذه النتائج على كل المسلمين.

4 - ان هذا المنهج عبر عن نفسه بمؤسسات عديدة مثل التقريب بين المذاهب وغيرها ، ولكن عملها لم يتعد المؤتمرات واصدار بعض الكتب والمجلات رغم أهميتها في تشكيل النسيج الذي يوحد المسلمين ، إلا انها لم تتحول الى تيار جماهيري عارم مع وجود الحقائق العلمية والعقيدية المشتركة.

لذلك كله ولأسباب اُخرى بقي هذا المنهج يقدم العطاءات العلمية والفكرية ولكنه لم يحل المشكلة ولم يقض عليها.

طريقة عامة للمخلصين

هنالك الوحدة الإسلامية التي ينشدها العديد من العلماء والمختصين وملايين من جماهير المسلمين ولكنها غير مؤطرة بمنهج ولا متوحدة بطريقة بل تنطلق من حقيقة أن المسلمين أمة واحدة وعليهم جميعاً أن يتوحدوا ، وقد نجد هذه الطريقة في مقالات وحوارات وخطب تدعو المسلمين للتوحد وعدم التشرذم ولكنها لا تقدم الآلية اللازمة لذلك مع أنها تضطلع بإيجاد جمهور غفير من المسلمين يستعد لأي مشروع وحدوي ومنهج توحيدي ولذلك لا يمكن أن نعتبرها قادرة على انجاز مشروع وحدة المسلمين لأنها عاجزة عن ايجاد قواعد وأسس لهذا التوجه.

/ 109