تأسيس حزب الدعوة الإسلامية - علامة العسکری بین الاصالة و التجدید نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

علامة العسکری بین الاصالة و التجدید - نسخه متنی

ابومنتظر کنانی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

تأسيس حزب الدعوة الإسلامية

بعد سلسلة الاخفاقات التي أصابت مشاريع العلاّمة السيد العسكري على صعيد تأسيس المدارس الإسلامية واصلاح أساليب ومناهج الدراسة في الحوزة العلمية ، قرّر سماحته اغلاق آخر مدرسة أسسها وهي مدرسة الامام الكاظم(عليه السلام) ، الا انه عدل عن قراره بعد ان استشار في ذلك آية الله السيد عبد الهادي الشيرازي الذي أبلغه بعدم جواز ذلك شرعاً.

ويتحدث العلاّمة العسكري عن ظروف تلك المرحلة العصيبة فيقول: (كنت يومها أعاني من حالة يأس بجدوى عملنا في وجه التيار الغربي الجارف المضاد للاسلام ; حيث بدء أواخر الحرب العالمية الثانية والحقبة التي تلتها تأسيس الأحزاب غير الإسلامية فأصبح شبابنا ينتمي الى الحزب الشيوعي مثلاً رفضاً للتمييز والتعسف الذي يتعرض له ، أو الى الحركات القومية مثل البعث الذي لم يكن ظاهراً بصورة واضحة ، اضافة الى الحزب الوطني الديمقراطي وغيره من الأحزاب.. فرأيت اننا نخسر الشباب وان الحاجة تقتضي القيام بنمط آخر من الأعمال ، وكنت على اتصال بعدد من الأحزاب الإسلامية من أتباع مدرسة الخلفاء مثل حزب التحرير والاخوان المسلمون واضعاً في ذهني القيام بعمل مشابه).([79])

وعن الباعث الذي دفعه الى التفكير في ابتكار نمط جديد من العمل الاسلامي يلبي حاجة الشباب والمجتمع وتطلعاتهم بدلاً من نظام المدارس الإسلامية فيقول العلاّمة العسكري: عندما أسست المدرسة كان يحضرها الشباب من جميع الأحزاب ، الا الحزب الاسلامي الذي لم يكن موجوداً أصلاً فالشباب يريدون التحرك والعمل ، في حين كنا نخسر شبابنا الذين نربيهم حيث يدخلون حزب التحرير ، بل إن مؤسس هذا الحزب وهو الشيخ تقي الدين النبهاني جاء الى بغداد ودعاني للانتماء الى حزب التحرير ، الذي انتشر بشكل جيّد في العراق ، وكان النبهاني يفكّر بالقيام بثورة ضد نوري السعيد واستلام الحكم في العراق.. كل هذه الأمور أوجدت لدي أرضية للتفكير بتشكيل تنظيم مقابل هؤلاء خاصة إن اسلوب المدارس لم ينجح ولم أتمكن من خلاله من فعل أي شيء.([80])

وفيما كان العلاّمة العسكري يعيش هذه الهواجس والأفكار ويرسم في ذهنه صورة التحرك المقبل واسلوب العمل الجديد ، حيث حدث حادث بسيط في ظاهره ولكنه كان عظيماً في حقيقته ، ولا نبالغ اذا قلنا انه أحدث طفرة في خطط وأساليب عمل السيد العسكري وتفكيره الجديد ; ففي أحد أيام شهر رمضان عام 1377 هـ / 1957 م التقى سماحته بشاب كان قد انتمى الى الحزب الشيوعي وكان سليل اسرة علمية من آل الرسول(صلى الله عليه وآله) فسأله السيد العسكري وقلبه يعتصر ألماً لانتماء هذا الشاب المسلم الى حزب أقل ما يقال عنه انه كفر وإلحاد وقال له: (ماذا رأيت في الإسلام لتتركه وتعتنق الشيوعية ؟ أجابني - والحديث للعلامة العسكري - بأنني مسلم وصائم الآن ، الا ان الإسلام يفتقر الى نظام الحكم ، ونحن كبشر فاننا بحاجة الى البحث عن النظام الأمثل ، وحينما قارنت بين النظامين الرأسماليى والاشتراكي اخترت الثاني)([81]) (وفي ذلك الوقت انتشرت الأحزاب المحاربة للاسلام وانتمى الى تلك الأحزاب جل شبابنا حتى أبناء البيوتات العلمية الدينية وأبناء المراجع ، وكانت لهذه الأحزاب نشرات تطبع علناً بل وجرائد.. أما نحن فلم نكن نملك في المساجد والعتبات المقدسة انساناً عمره دون الأربعين ، وكان الشباب يشاركون في مواكب التطبير واللطم فقط).([82])

ولا حاجة الى القول إن جواب هذا الشاب كالصاعقة على العلاّمة العسكري الذي أحس أكثر من أي وقت مضى بأنه لم يعمل مافيه الكفاية لتربية جيل الشباب على الإسلام وتحصينهم بالثقافة الإسلامية ضد التيارات والأفكار المنحرفة الفاسدة ، رغم انه قدم الكثير الكثير ولم يدخر جهداً في هذا السبيل ، ولكن ما العمل حيث المهمة شاقة وكبيرة والعراقيل والعقبات كثيرة ومتنوعة والمؤيدون الداعمون قلّة قليلة ؟

والدليل على قلة المؤيدين والذين يفكرون مثل تفكيره يقول العلاّمة العسكري بعد أن سمع هذا الجواب: (هنا انتبهت الى اننا ولمواجهة الوضع الذي ساد الساحة لابد أن أفعل شيئاً ، ولكن أتحدث مع من ؟! والتحدث عن تأسيس حزب اسلامي في أوساطنا كان قريباً من الكفر)([83]).

ولكن الله تعالى لم يترك عباده المتقين في ساعة العسرة واللحظات العصيبة من الحياة ، (ومن يتّق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكّل على الله فهو حسبه) فقد فيض الله تعالى اثنين من عباده الصالحين ليكونا سنداً له وناصراً في هذه المهمة الجديدة.. (وفيما أنا أعيش هذه الأفكار جاءني المرحوم السيد مهدي الحكيم حاملاً رسالة من السيد محمد باقر الصدر ، فتحت الرسالة وكانت تقول: يحمل كلامي اليك السيد مهدي الحكيم.. ثم قال: انني والسيد الصدر نفكّر بتأسيس حزب سياسي اسلامي ، وان السيد (الصدر) قال اذا وافق السيد العسكري فاننا نستطيع السير في ذلك.. قلت اذهب وأنا سآتيكم الى النجف.. أنا كنت أفكر بنفس الشيء).([84])

/ 109