منهج التقريب على أساس عزل المنهج الاُموي - علامة العسکری بین الاصالة و التجدید نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

علامة العسکری بین الاصالة و التجدید - نسخه متنی

ابومنتظر کنانی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

ان هذا المثال الواضح لتوحيد المسلمين في الموقف السياسي أدركه الإمام الخميني رحمة الله عليه وركّز عليه كثيراً في خطاباته ، وأصبح وكأن الامام(رحمه الله)يتبنى توحيد الأمة عن طريق المعاناة المريرة ورفضها للظلم وهو ما يجعل مواقفها قريبة وواحدة وإن اختلفت الحكومات والدول في اعطاء موقف من هذه القضايا.

ان في هذا المنهج قوّة وقدرة على جمع المسلمين على العديد من القضايا المصيرية والأساسية إذا استطاع المسلمون التواصل فيما بينهم بطريقة تقلل كثيراً من تأثير الحكومات مما يجعل نفس الحكومات متأثرة بمواقف شعوبها ومستجيبة لها لأنها تلاحظ أن كل الشعوب الإسلامية تتعاطف وتتبنى نفس الموقف مما يجعل الحاكم الذي يختلف مع شعبه في موقف لا يحسد عليه. ويمكن إيراد أمثلة عديدة بهذا الشأن ، فمثلاً التفريق واثارة النعرات الطائفية أو القومية أو العرقية أحد وسائل الأعداء في السيطرة على المسلمين ، ولذا يمكن جمع المسلمين على ثابت واحد هو ان كل رغبة بإثارة المشاكل والصراعات والمنازعات المذهبية أو القومية أو غيرها انما هو تحقيق لأهداف الأعداء لا يجوز القبول به.

وهكذا يمكن التوصل الى مرتكز آخر للتوحيد والموقف الواحد عبر رفض إثارة النزعات المذهبية والطائفية والعرقية وغيرها.

صحيح أن هذا المنهج يحتاج لجهود كثيرة ليصل تأثيره الى كل المفاصل المؤثرة والفاعلة في المجتمع الاسلامي ، كما يحتاج لوعي جميع المسلمين بأساليب الأعداء في اثارة النزاعات ولكنه منهج يقدم للمسلمين مسألتين أساسيتين الأولى: امكانية الاحتفاظ بالخصوصيات المذهبية أو الاعتقادية أو الفهم الخاص بالدين وفق أي طريقة.

والثانية: امكانية توحد موقفهم من القضايا المصيرية مع الاختلاف في الجوانب المذهبية والفكرية..

ويستلزم هنا عدم إثارة اي نزاع تحت عناوين الحوار والمناقشة لإقناع الغير ; لأن من خصوصية هذه الطريقة التغاضي عن الخلفيات الفكرية والعقيدية والاتفاق على ما هو مطلوب اليوم وترك التأريخ. الماضي على ما فيه من خلافات ، أليس من العقل والمنطق أن يجمعنا الهم المعاصر واليومي بدلاً من أن يفرقنا الأمس بمشاكله وهمومه ؟

إن معظم العلماء المتصدين للعمل الاجتماعي والسياسي يمكن اعتبارهم من أنصار هذا المنهج بدرجات مختلفة ومتباينة.

منهج التقريب على أساس عزل المنهج الاُموي

هنالك طريقة اُخرى يرى أتباعها أن المسلمين موحّدون على العديد من القضايا الفكرية والعقائدية ويمكن توحيدهم على مثلها من القضايا السياسية اذا تمكنا من عزل المنهج الأموى وتأثيراته عبر التركيز على أن سلوك معاوية ومن جاء خلفه من خلفاء بني أمية كان مورد انتقاد جميع العلماء المسلمين أو أكثرهم على الأقل ، ويركز أصحاب هذا الاسلوب على ان التحريف الواضح بدأ في مرحلة معاوية ، وعليه فان اخراج هذا التحريف الأموى وتبنيه يبقي المسلمين موحدين مع بعض التنزل والتوافق على مسألة الخلفاء واعتبارهم نتاج واقع أفرزته المدينة المنورة والمسلمون آنذاك.

ويعتقد أصحاب هذا المنهج بإمكانية جمع السنّة والشيعة على رفض الاسلوب الأموي والفكر الأموي وتكوين نسيج جديد ليس فيه تفريق بين المسلمين. ويستدلون على رأيهم بما كتبه العديد من علماء السنة في نقدهم لسلوك معاوية وبني أمية كمالك بن نبي وغيره ، الا أن هذا المنهج لا يملك من عناصر توحيد المسلمين سوى ازالة التأثير الأموي ، وفي الحقيقة فان ما بني على الخلاف الذي حدث في نهاية الدولة الأموية وبداية الدولة العبّاسية وتشكل المدارس الفقهية المختلفة أصبح أكثر من دسائس بني أمية وتحريفاتهم.

كما ان مسألة بحث كل الاختلافات ومناقشتها جميعاً أمر غير ممكن لشخص لوحده أو مجموعة لوحدها أو ربما جيل كامل لوحده ما لم يكن هنالك اخلاص وتفاني وعلم دقيق يجعل الحوار والبحث مسألة علمية خالصة ، ويجعل البحث التأريخي خالياً من العوامل النفسية المؤثرة ، وقد قدم العسكري من ضمن انجازاته الرائعة قضية سيف بن عمر واختلاقه عبد الله بن سبأ وقدمها للعالم الاسلامي كأحد الأكاذيب الكبرى.

/ 109