هنالك طريقة اُخرى يرى أتباعها أن المسلمين موحّدون على العديد من القضايا الفكرية والعقائدية ويمكن توحيدهم على مثلها من القضايا السياسية اذا تمكنا من عزل المنهج الأموى وتأثيراته عبر التركيز على أن سلوك معاوية ومن جاء خلفه من خلفاء بني أمية كان مورد انتقاد جميع العلماء المسلمين أو أكثرهم على الأقل ، ويركز أصحاب هذا الاسلوب على ان التحريف الواضح بدأ في مرحلة معاوية ، وعليه فان اخراج هذا التحريف الأموى وتبنيه يبقي المسلمين موحدين مع بعض التنزل والتوافق على مسألة الخلفاء واعتبارهم نتاج واقع أفرزته المدينة المنورة والمسلمون آنذاك.ويعتقد أصحاب هذا المنهج بإمكانية جمع السنّة والشيعة على رفض الاسلوب الأموي والفكر الأموي وتكوين نسيج جديد ليس فيه تفريق بين المسلمين. ويستدلون على رأيهم بما كتبه العديد من علماء السنة في نقدهم لسلوك معاوية وبني أمية كمالك بن نبي وغيره ، الا أن هذا المنهج لا يملك من عناصر توحيد المسلمين سوى ازالة التأثير الأموي ، وفي الحقيقة فان ما بني على الخلاف الذي حدث في نهاية الدولة الأموية وبداية الدولة العبّاسية وتشكل المدارس الفقهية المختلفة أصبح أكثر من دسائس بني أمية وتحريفاتهم.كما ان مسألة بحث كل الاختلافات ومناقشتها جميعاً أمر غير ممكن لشخص لوحده أو مجموعة لوحدها أو ربما جيل كامل لوحده ما لم يكن هنالك اخلاص وتفاني وعلم دقيق يجعل الحوار والبحث مسألة علمية خالصة ، ويجعل البحث التأريخي خالياً من العوامل النفسية المؤثرة ، وقد قدم العسكري من ضمن انجازاته الرائعة قضية سيف بن عمر واختلاقه عبد الله بن سبأ وقدمها للعالم الاسلامي كأحد الأكاذيب الكبرى.