كان السيد العسكري يذكر أهمية المذكرات ولأكثر من مرة وينقل عن الشهيد الصدر نفس هذا الاهتمام فسألته عن سر هذه الأهمية فقال هنالك أمور مهمة جداً يجب نقلها للناس في حينها لا يمكن الحديث عنها ، وروي لي ان السيد الشهيد أخذ بتلابيبه مرة وقال له أنذر لله ان تكتب مذكرات اذا سقط النظام البعثي فقال نذرت ونذر السيد الشهيد كذلك ولكنه رحل دون أن تكتحل عيناه برؤية ذلة البعثيين وهزيمتهم على أيدي أسيادهم. هنالك نذر آخر نذره السيد العسكري ولم يف به لحد الآن حيث احتاج مبلغاً مالياً لطبع كتابه عن تحريفات سيف ولم يكن يملك ذلك المبلغ فنذر أن يمشي للحسين(عليه السلام) من الكاظمية اذا تمكن من طبع الكتاب وهكذا بقي النذر في رقبة السيد ولا أدري متى سيوفي به وهو لا يكاد يتحدث لساعة أو أقل حتى يحتاج لقنينة الأوكسجين تكون قربه. ؟من الصفات المهمّة لشخصية السيد العسكري حبّه للعراقيين وعمله لأجل إنقاذهم ليس فقط من البعثيين في فترة عمله السياسي المباشر لتغيير الحكم بل حتى في ظروف مشاكلهم في بلدان الهجرة في ايران وسوريا ودول العالم الأخرى ، ورغم ان اليد قصيرة كما يقولون إلا انه بذل محاولات عديدة لحل الكثير من المشاكل التي واجهها المؤمنون ، وقد نقل لي مرات عديدة ذهابه لمسؤولين ايرانيين وحديثه معهم فمرة مع السيد القائد حفظه الله حيث قال تحدثت معه كثيراً عن أن شيعة العراق هم العمق المهم للجمهورية الإسلامية وإن هؤلاء الذين لجأوا لإيران الإسلام هم أحباب لهذه الدولة وأنصارها ، وتحدث لي عن لقاء مع الشيخ رفسنجاني طالبه فيه بالاهتمام بمشاكل اخوانهم ولكنه نقل لي ألمه لأكثر من مرة بسبب جواب الشيخ رفسنجاني الذي حضر أرقاماً - لا أدري من أين أتى بها - حول انتهاكات العراقيين للقوانين وجرائمهم وتزويرهم للجوازات المعروفة في - كوجة مروي - أحد أزقة السوق المركزي بطهران المعروف بالبازار وقال لي السيد العسكري وهو متألم لقد فند الشيخ كل ما تحدثت به من أهمية الاهتمام بهؤلاء.ورغم أنّني أعتقد ان النسبة التي طرحها الشيخ رفسنجاني لا تأخذ بنظر الاعتبار النسب العلمية ; لأن مقدار تضحيات العراقيين للدفاع عن الجمهورية الإسلامية خلال الحرب المفروضة تزيد على تضحيات الإيرانيين خلال فترة الحرب اذا قيست بالنسبة لعدد السكان الكلّي بالنسبة لعدد المهاجرين العراقيين ، وهذا مثال واحد يكشف ان ألم السيد العسكري ليس من أحقية القضية التي أظهرها له الشيخ رفسنجاني وواقعيتها..