العسكري.. وتأسيس الحركة الإسلامية - علامة العسکری بین الاصالة و التجدید نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

علامة العسکری بین الاصالة و التجدید - نسخه متنی

ابومنتظر کنانی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

العلاّمة العسكري يعلم جيداً من هم البعثيون ، ويعلم أساليبهم في التعامل مع الآخرين ، ويعلم جيداً استهتارهم واستخفافهم بالمبادئ والقيم المتأصلة في أبناء الشعب ، ويعلم جيداً أنهم لا يعترفون بالثوابت والأعراف ولا يلتزمون بقانون ، وأخيراً يعلم جيداً انهم لا يراعون للمرجعية الدينية حرمة ولا يرقبون في مؤمن الاًّ ولاذمة ، لذلك يفكّر ويخطّط لمواجهة هذه الحالة العصبية وتجاوز هذا الامتحان العسير ، فتتفتق ذهنيته على ضرورة أن تأخذ المرجعية زمام المبادرة بيدها وتبادر الى الفعل ، ولا تنتظر حتى ترسم لها الأحداث خطواتها ، فيشير عليها بأن تستعرض أمام السلطة البعثية قوتها المتمثلة بالتفاف الجماهير حولها ، فيقترح على المرجعية المتمثلة بالمرحوم المرجع السيد محسن الحكيم أن يأتي الى بغداد ويتعهد هو بأن يحث الناس ويدعوهم لزيارته زرافات وجماعات حتى ترتدع السلطة حين تشاهد التأييد الجماهيري الذي تتمتع به. وعندما يسأل المرجع السيد الحكيم عن فائدة ذلك للاسلام يقول العلاّمة العسكري: (نعم سيدنا.. الجماعة ليسوا بنوري السعيد ليفهموا مرجعية الشيعة) ولعمري فان هذه العبارة تعكس منتهى الفهم ومنتهى الوعي السياسي الذي يتميّز به على الآخرين (الجماعة ليسوا بنوري السعيد ليفهموا مرجعية الشيعة).

ان العلاّمة العسكري دون غيره من الآخرين حتى من السلطة الحاكمة وأجهزة مخابراتها واستخباراتها كان يعلم بوجود حركة بعثية على الساحة العراقية قبيل انقلاب 17 تموز 1968 ولذلك لم يفاجأ عندما حدث الانقلاب لأنه كان يتوقع ذلك من خلال قراءاته لظهور البعثيين على الساحة من جديد.

والغريب في الأمر ان الحماقة بلغت بالسلطة الحاكمة في زمن عبد الرحمن عارف بحيث لم تأخذ بتحذيرات العلاّمة العسكري لها من التحرك البعثي مأخذ الجد وربما قالت في قرارة نفسها ما لهذا السيد والسياسة حتى ينصحنا ويحذرنا؟

وفي هذا الصدد يقول سماحته: (ذهبت مع السيد الشهيد السيد مهدي الحكيم في أحد الأيام لمقابلة وزير الدفاع في زمن عبد الرحمن عارف حول اعفاء طلبة العلوم الدينية من الخدمة العسكرية ، وأثناء الحديث قلت له: أرى هناك علامات تحرك بعثي. فقال له الوزير (الحاذق) (لا سيدنا.. ماكو كل شيء ، لم يكونوا سوى بعض الضباط البعثيين المعتقلين الذين أطلقنا سراحهم بعد اعلان توبتهم) ، وقد كرر الحديث والتحذير نفسه مع رئيس الوزراء طاهر يحيى ولكنه لم يأخذ بتحذيره حتى تحقق ما توقّعه العسكري ووقع الانقلاب البعثي ، ودفع طاهر يحيى ضريبة حماقته غالياً.

العسكري.. وتأسيس الحركة الإسلامية

قبل الدخول في الحديث عن تأسيس الحركة الإسلامية في العراق ودور العلاّمة السيد العسكري في هذا التأسيس ، لابد أن نعود قليلاً الى ماوراء مرحلة التأسيس ونسلّط الأضواء على خلفيات ودوافع هذا الحدث الكبير الذي شكّل منعطفاً حاداً في تاريخ العمل الاسلامي في العراق والصراع الذي كان قائماً ضد الدوائر الاستعمارية - الصليبية وعملائها المحليين من الحكام والتيارات الالحادية والتضليلية التي كانت تغزو الساحة العراقية آنذاك.

فعلى الرغم من الدور المؤثر الذي قام به العلاّمة العسكري وسائر علماء الدين في تنمية الوعي الاسلامي والسياسي في الوسط العراقي وإيجاد الشعور بالمسؤولية في الأمة تجاه ما يبدو ويجري على الساحة والأخطار المحدقة بها ، ظل هذا التأثير رغم وضوحه دون مستوى الطموح والغاية المنشودة. وظل العمل الاسلامي يواجه العقبات أمام غاياته وأهدافه وانتشرت الأمية السياسية في أوساط الجماهير وتغلغلت الأفكار الالحادية والتضليلية في صفوف الشعب ولاسيما الشباب بشكل خطير لولا الجهود السياسية والفكرية التي بذلها المخلصون من العلماء والمثقفون الواعون ومن بينهم العلاّمة السيد العسكري كما سنأتي على ذكر ذلك لاحقاً.

ولا يخفى أن هناك عوامل وأسباباً كثيرة تظافرت وحالت دون تنمية الوعي الاسلامي - السياسي لأبناء الشعب بالشكل المطلوب يمكن اختصارها بما يلي:

1 - قلة الكوادر العاملة الواعية والقادرة على ايجاد الوعي الاسلامي والسياسي في المجتمع ، لذلك كان من الطبيعي أن يتركز اهتمام القائمين بالأمر على المناطق المهمة والحساسة وتحظى بالأولوية بالعمل الاسلامي الهادف مثل العاصمة بغداد وسائر المدن الكبيرة ومراكز المحافظات ، فيما بقيت القصبات والقرى والأرياف محرومة من المبلّغين والعاملين الواعين ، واقتصرت مهمة هؤلاء على القيام بزيارات خاطفة وسريعة للقرى والأرياف بهدف قبض الحقوق الشرعية من الفلاّحين دون أن تكون هناك محاضرة عن الإسلام وأفكاره ، ويذكر الأستاذ السيد حسن شبّر أنه حدّث المرجع الديني السيد محسن الحكيم(رضي الله عنه) عن ارسال المبلّغين الى القرى والأرياف ، فأجابه السيد الحكيم: بأن الجيد من العلماء لا يذهب ، وغير الجيد لا يفيد.([98])

/ 109