المقدمة - علامة العسکری بین الاصالة و التجدید نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

علامة العسکری بین الاصالة و التجدید - نسخه متنی

ابومنتظر کنانی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

المقدمة

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد وآله الطاهرين وبعد ، لا أعتقد أن هنالك من يختلف على أهمية الكتابة عن الجوانب المضيئة للعلماء ، وتدوين سيرة اعلام المجتمع من الشخصيات العلمية ، والسياسية ، والاجتماعية ، ولكن ذلك لا يلغي التعريف بأهمية هذه الكتابات ، ودراسة السير ، فهي فضلاً عن كونها نقلاً لتجربة غنية ، ومفيدة للأجيال القادمة من جهة ، فهي من جهة اُخرى كشف للكثير من الغوامض ومسائل الاختلاف وتعدد الآراء ، وهي بعد ذلك تدقيق وتدوين وتوثيق لأحداث سنجد أنفسنا بعد حين بحاجة ماسة للحسم بشأنها ومعرفة تفصيلاتها. على ان ما درجت عليه العادة هو كتابة هذه الدراسات والكتب بعد فقد هذه الشخصيات أو رحيلها وهو ما يفقد الكتابة ميزتين مهمّتين:

أولاً: إنها سوف لن تكون محط تأييد أو رفض أو تعديل صاحبها مما يخل بمصداقيتها ودرجة الوثوق بها ، وتبقى هي رأي الكاتب بالشخصية في أحسن الأحوال أو بمواقفه وآرائه.

ثانياً: انها تأتي حيث لا يمكن جبران كسر أو تصحيح خطأ أو رفع ظلامة ، وهذا من أهم الأسباب التي جعلتني أعتقد ان الكتابة عن أعلام الطائفة ومراجعها وقادتها وسياسيها من الواجبات المهمّة المطلوبة بل والضرورية لكل اُمة حيّة تريد أن تستفيد من عظمائها بأحسن الطرق.

كما ان اختلاف الناس في هذه الشخصيات وتنوع آرائهم بين السلب والإيجاب والتقديس أو النقد لهذا دون ذاك يجعل الكتابة عن كل هؤلاء مرتكزاً أساسياً من مرتكزات التقارب والتوحّد خصوصاً إذا تصدّى للكتابة شخصيات أو مؤسسات منصفة تريد إظهار الحقيقة وليس التطبيل لفلان أو التهاوش مع إعلان ، أو الانشغال بسفاسف الاُمور وقشورها.

إنّ قيام المؤسسات العلمية المحترمة بتكليف كتّابها أو غيرهم بدراسة أحوال الشخصيات وتقديم الدراسات عنهم وطبعها ونشرها وهم أحياء يمثّل - بنظري القاصر - خطوة مهمّة من خطوات الوفاء للباذلين أعمارهم في سبيل العلم والمعرفة ، كما أنّه يمنع أدعياء العلم والمتظاهرين به من زرع الأشواك في سبيل هؤلاء وعرقلة أدوارهم العظيمة ، ويقطع الطريق على الذين ينبرون بعد موت هؤلاء للاستفادة منهم والادّعاء عليهم ، والاسترزاق على حسابهم.

مثالان قريبان يزيدان توضيح هذه الفكرة ، الأوّل هو مقدار ما كُتب وما اُلّف عن الشهيد السعيد السيد محمّد باقر الصدر - رحمة الله عليه - بعد وفاته نسبة الى ما عاناه أيّام حياته من ظلم الأقربين والأبعدين ، ولو أنّ ما كتب عنه بعد موته عرف كله أو جزء يسير منه أو كتب أيّام حياته لما تعرّض(رحمه الله)لهذه الظلامة الكبيرة والتي أدّت به لأن يقتل هو وأخته العالمة الفاضلة بنت الهدى ولا تعطّل الحوزة العلمية في النجف الأشرف يوماً واحداً حُزناً وحداداً عليه ، ولعلّ من يقول انّ شهادة هذا المفكّر وظلامته هي التي ألّقته ورفعت شأنه بعد استشهاده ، وهذا صحيح من هذه الجهة إلاّ أنّ استشهاده لم يضف لما كتبه في فلسفتنا واقتصادنا واُسسه المنطقية للاستقراء ومنهجه في تدريس علم الاُصول وغيرها من مؤلّفاته قوّة دليل أو حجة علمية جديدة أو فكرة إضافية لم تكن موجودة ، الاّ انّ ظلامته واستشهاده سلّطا الأضواء على شخصيته وحسب.

أفلم يكن من الأولى الالتفات الى قوّة ما كتبه وألّفه دون أن يأتي دم الشهادة القاني ليلفت النظر اليه ؟؟ ولِمَ لمْ يحظَ وهو حيّ يُرزق بربع أو عشر ما كتب عنه بعد وفاته والى الآن ؟

/ 109