دور العلاّمة العسكري من خلال المرجعية - علامة العسکری بین الاصالة و التجدید نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

علامة العسکری بین الاصالة و التجدید - نسخه متنی

ابومنتظر کنانی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

دور العلاّمة العسكري من خلال المرجعية

تمثل المرجعية الدينية أكبر مؤسسة دينية وسياسية في نظام الكيان الاسلامي وتعتبر امتداداً لخط الأنبياء والأئمة (عليهم الصلاة والسلام) في قيادة الأمة سياسياً ودينياً ، وظيفتها العمل على نشر الثقافة وتربية وبناء المجتمع الاسلامي وتنظيم وتعميق الفكر الاسلامي والعمل على بناء كيان ومؤسسات دينية اسلامية مرجعية لا تتغير بتغير المرجع أو موته ، وكذلك العمل على بناء أجهزة تخطط وتنفذ المشاريع الإسلامية على أساس الكفاءة والتخصص ، وتفعيل دورها علمياً وفكرياً واجتماعياً وسياسياً ، وليس المرجع الديني مجرد رجل دين يمارس الفتيا في المسائل الفقهية الجزئية أو يشرف على المؤسسات التعليمية الدينية أو ينيب الوكلاء عنه أو يبني مكتبة هنا ومدرسة هناك.

ولا يخفى أن العلاّمة العسكري بذل جهداً كبيراً لتفعيل هذا الدور الأساسي للمرجعية الدينية ومن ثم ليكون ذراعاً لها في نشر الوعي الاسلامي والسياسي في المجتمع ، وقد استطاع سماحته بما يملك من مؤهلات علمية وسياسية وبما قام به من جهد لا يعرف الكلل والملل ان يحقق الكثير من الأهداف ويوجه الأحداث بالشكل الذي يريد ويخدم القضايا الإسلامية العليا([50]).

في البداية تم تعيينه من قبل المرجعية المتمثلة بالامام السيد محسن الحكيم(رضي الله عنه) في مدينة البياع ببغداد.

وقد مكث سماحته فيها نحو عامين صحح خلالها كثيراً من المفاهيم الخاطئة عن الإسلام وأزال عن أذهان الناس الكثير من الخرافات والأباطيل التي كانت حتى ذلك الوقت تعتبر جزءاً من الإسلام ، ووضع لهم أساس التصدي للأفكار والمبادئ المنحرفة التي كانت تنتشر في المجتمع انتشار النار في الهشيم ، وقدم بتعامله معهم وسلوكه وحله للمشاكل الاجتماعية في المنطقة الصورة الحقيقية للعالم الديني العامل الذي لا يرجو سوى خدمة الإسلام ونيل رضا الله سبحانه وتعالى. فيما عزّز من جانب آخر ثقة المرجعية الدينية به والتي أخذت تكلّفه بمهام أكبر وتستمع اليه فيما يطرح من آراء وخطط للعمل والتحرك الاسلامي هنا وهناك.

وهكذا تحوّل العلاّمة العسكري عند المرجعية الدينية من مجرد وكيل عنها الى ذراع تعمل تحت راية المرجعية مستفيدة من امكاناتها وقدراتها في نشر الوعي الاسلامي والسياسي في العاصمة بغداد والتي تعتبر من اشد المراكز والمناطق حساسية وأهمية. وبالمقابل اطلقت المرجعية الدينية يده في العمل بالطريقة التي تكون مناسبة للظرف من حيث الزمان والمكان. وبعد أن أرسى سماحته أسس العمل الاسلامي الصحيح وأوجد حالة من الوعي الاسلامي والسياسي توجه الى منطقة الكرادة في بغداد. ولكنه قبل ذلك رشح الى المرجعية الدينية اثنين من العلماء الذين يمكن الاعتماد عليهم وعلى مؤهلاتهم العلمية والعملية لتعيين أحدهما وكيلاً في مدينة البياع وهو الشيخ جواد الظالمي والثاني في مدينة الحرية وهو الشيخ نجم الدين العسكري. فأخذت المرجعية الدينية بهذين المرشحين وجرى تعيينهما في المنطقتين. ومن منطقة الكرادة بدأ يوزع وكلاء للمرجعية في مختلف مناطق بغداد ، العلاّمة الشهيد السيد مهدي الحكيم في الكاظمية وقبله المرحوم السيد إسماعيل الصدر والعلاّمة الشهيد الشيخ عارف البصري في منطقة الزوية وهكذا بالنسبة للشيخ موسى اليعقوبي والسيد جعفر شبّر وغيرهم كثيرون ; حيث وزّعهم العلاّمة العسكري في مختلف مناطق بغداد ، واليهم جميعاً وعلى رأسهم العلاّمة السيد العسكري يعود الفضل في نشر الوعي الاسلامي والسياسي في بغداد ولا سيما بين الشباب. هذا الوعي الذي استطاع أن ينقذ العراقيين من الوقوع في فخ التيارات المنحرفة والأفكار الإلحادية ، بل وخلق جيلاً واعياً من الشباب مسلّحاً بالعلم والعقيدة أخذ على عاتقه مسؤولية التصدي لتلك التيارات والأفكار ومقارعتها بقوة المنطق والدليل والبرهان ، فيما كانوا قبل ذلك فريسة سهلة أمام الوافد الغريب من الأفكار.

/ 109