بیشترلیست موضوعات موسوعة المصطفى والعترة (4) فاطمه الزهراء المقدمه تقريض للسيد جعفر مرتضى العاملي الفصل الأول ام فاطمه المرأه التاجره اقتران النور بالعطاء البيت الأول فى الاسلام الأمر السماوى فتره الحمل ولاده فاطمه تاريخ الولاده تسمية فاطمه أسماء فاطمه و القابها و كناها و أما كناها أمينه النبى و خديجه الكوثر لبن الام فتره النهوض وفاه الام النتيجه بعد رحيل الام أمر جدير بالذكر هجرتها الى يثرب الفصل الثانى زواج الزهراء اقتراح تأجج العواطف على يتقدم للخطبه زواجها فى السماء التوافق اختيار الصهر خطبه العقد من صداق فاطمه الزهراء «الشفاعه يوم القيامه» مهر الزهراء درس عملى جهاز الزهراء أثاث بيت الامام على درس عام للمسلمين جميعا مفاوضات الزفاف حفل الزفاف الزفاف زياره الزهراء تاريخ اقتران النور بالنور الفصل الثالث الزهراء فى بيت الزوجيه اداره البيت حسن التبعل فاطمه الام ولاده الامام الحسن ولاده الامام حسين ولاده السيده زينب الكبرى السيده ام كلثوم المدرسه التربويه الفصل الرابع فضائل الزهراء علم الزهراء ايمان الزهراء و عبادتها العقد المبارك حب النبى و احترامه لفاطمه حياتها الشاقه الدعوه بالعمل عصمة الزهراء الزهراء و آيه المباهله قصه المباهله [ و قد ذكرنا مصادر عده فى تفسير الآيه فى الجزء الأول من كتابنا على فى الكتاب و السنه ص 69 ط- بيروت. فاطمه الزهراء و سوره الانسان فاطمه الزهراء و آيه القربى طعام من الجنه لفاطمه فاطمه حوريه الفردوس فاطمه و خصالها الحميده تحفه الزهراء الفصل الخامس فاطمه مع أبيها ابتسامه مدهشه بوح الأسرار فاطمه بعد أبيها أيام المواجهه المرحله الاولى المرحله الثانيه مواجهه قصيره المرحله الثالثه: فدك احتجاج احتجاج آخر خطبه الزهراء و محاكمه الخليفه فى الملأ العام موقف الخليفه جواب الخليفه جواب فاطمه الزهراء جواب أبى بكر فاطمه الزهراء توجه الخطاب الى الحاضرين معاتبه لهم رد فعل الخليفه رجوعها الى الدار و كلامها مع زوجها اتمام الحجه على المهاجرين و الأنصار النتيجه فاطمه و بيت الاحزان الفصل السادس فاطمه على فراش المرض عياده النساء لفاطمه الزهراء خطبه الزهراء فى نساء المهاجرين و الأنصار مصادر الخطبه فى النساء العياده المبغوضه العياده بصوره أخرى الاستعداد للرحيل لحظات عمرها الأخيره التشييع و الدفن وقوف الامام على قبرها محاولات فاشله على فى تأبين الزهراء تاريخ وفاتها الفصل السابع طائفه من أقول السيده فاطمه الزهراء الفصل الثامن الأشعار التى نظمت فى رثائها توضیحاتافزودن یادداشت جدید
و محبتكم؛ و قد أذن لى أن أدخل معكم، فهل تأذن لى أنت يا رسول الله؟ فقال أبى: و عليك السلام يا أمين وحى الله، نعم، قد أذنت لك، فدخل جبرئيل معنا تحت الكساء. فقال جبرئيل لأبى: ان الله قد أوحى اليكم يقول: (انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت و يطهركم تطهيرا). فقال على: يا رسول الله، أخبرنى ما لجلوسنا هذا تحت هذا الكساء من الفضل عند الله. فقال: والذى بعثنى بالحق نبيا، و اصطفانى بالرساله نجيا، و ما ذكر خبرنا هذا فى محفل من محافل أهل الأرض، و فيه جمع من شيعتنا و محبينا الا و نزلت عليهم الرحمه، و حفت بهم الملائكه، و استغفرت لهم الى أن يتفرقوا. فقال على: اذن والله فزنا و فاز شيعتنا، و رب الكعبه. فقال أبى: يا على، والذى بعثنى بالحق نبيا، و اصطفانى بالرساله نجيا، ما ذكر خبرنا هذا فى محفل من محافل أهل الأرض، و فيه جمع من شيعتنا و محبينا و فيهم مهموم الا و فرج الله همه، و لا مغموم الا و كشف الله غمه، و لا طالب حاجه الا و قضى الله حاجته. فقال على: اذن والله فزنا و سعدنا، و كذلك شيعتنا فازوا و سعدوا فى الدنيا و الاخره، و رب الكعبه». الله! ما أجل الحديث و أعظمه، اللهم اجعلنا من محبى رسولك و أهل بيته و من المتمسكين بأهدافهم. (الله اكبر ما أجل هذا الحديث). وروى المحدث المفسر الثقه الحسين بن الحكم الحبرى المتوفى سنه (286 ه-) فى ما نزل من القرآن فى على (عليه السلام) ص 297 حديث 50 باسناده الى ام سلمه، قالت: نزلت هذه الآيه فى على (و فاطمه، و الحسن، و الحسين) (انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت و يطهركم تطهيرا). قالت: قلت يا رسول الله!! ألست من أهل البيت؟ قال (صلى الله عليه و آله): «انك على خير، انك من أزواج النبى»، و كان فى البيت رسول الله (صلى الله عليه و آله) و على، و فاطمه، و الحسن، و الحسين (عليهم السلام). و فى كتاب (دلائل الصدق) للعلامه المظفر ج 2 ص 102 ط القاهره قال: قوله تعالى: (انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت و يطهركم تطهيرا) أجمع المفسرون وروى الجمهور كأحمد بن حنبل و غيره، أنها نزلت فى على و فاطمه و الحسن و الحسين (عليهم السلام). وروى أبوعبدالله محمد بن عمران المرزبانى عن أبى حمران قال: خدمت النبى (صلى الله عليه و آله) تسعه أشهر و عشره، و كان (صلى الله عليه و آله) عند كل فجر لا يخرج من بيته حتى يأخذ بعضاده باب على فيقول: «السلام عليكم و رحمه الله و بركاته»، فيقول على و فاطمه و الحسن و الحسين: «عليك السلام يا بنى الله و رحمه الله و بركاته»، ثم يقول: «الصلاه رحمكم الله، (انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت و يطهركم تطهيرا)»، ثم ينصرف الى مصلاه. و من طرقه الصحيحه أيضا ما رواه عنه المحدث المفسر الثقه فرات بن ابراهيم الكوفى فى تفسيره ص 121. و فى ص 300 ح 52 باسناده الى شهر بن حوشب عن ام سلمه. و فى ص 302 ح 53 باسناده الى شهر بن حوشب عن ام سلمه، و عبدالملك، و عن عطاء عن ام سلمه. وروى فى ص 304 ح 54 باسناده الى عطيه الطفاوى، عن أبيه عن ام سلمه. وروى فى ص 306 ح 55، و ص 307 ح 56 باسناد الى أبى سعيد الخدرى و عبدالله بن عباس، ان هذه الايه نزلت فى بيت ام سلمه، و فى رسول الله (صلى الله عليه و آله) و على و فاطمه و الحسن و الحسين (صلوات الله عليهم أجمعين). وروى فى ص 310 ح 58 باسناد الى أنس بن مالك: ان رسول الله (صلى الله عليه و آله) كان اذا خرج الى مصلاه الفجر ينادى: «الصلاه أهل البيت (انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت و يطهركم تطهيرا)». و ذلك لما نزلت آيه التطهير الشريفه فى أهل البيت (عليهم السلام). عن نافع ابن أبى الحمراء قال: شاهدت رسول الله (صلى الله عليه و آله) ثمانيه أشهر اذا خرج الى صلاه الغداه مر بباب فاطمه (عليهاالسلام) فقال: «السلام عليكم يا أهل البيت الصلاه (انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت و يطهركم تطهيرا)». و هناك روايات و أحاديث كثيره يطول شرحها، جاءت فى مصادر مختلفه نقلها أئمه الحديث و فطاحل العلماء و المفسرين و المؤرخين فى صحاحهم و مسانيدهم و كتبهم، بالفاظ مختلفه تؤدى الى نفس المعنى و الغايه. و قد ذكرنا قسما منها فى تفسير الآيه فى الجزء الأول من كتابنا «على فى الكتاب و السنه» ص 411- 424، فراجع.. و اليك بعض المصادر منها: الحافظ مسلم بن الحجاج القشرى النيسابورى فى صحيحه الذى يعد من أصلح الكتب المصنفه عند العامه، فى ج 4 ص 1882، باب 9 ح 2424 ط دارالفكر- بيروت- باسناده الى صفيه بنت شيبه، قالت: قالت عائشه: روت الحديث مفصلا، و تفسير الآيه. ورواه الحافظ الترمذى المتوفى سنه (297 ه-) فى (الجامع الصحيح) ج 5 ص 351 ح 3205 و ص 352 ح 3206، ص 663 ح 3787، و ص 699 ح 3871، ط دار احياء التراث العربى- بيروت. ورواه الحافظ البغوى فى (مصابيح السنه) ج 4 ص 123 ح 4796 ط دار المعرفه- بيروت. ورواه الحافظ امام الحنابله أحمد بن حنبل فى (المسند) ج 1 ص 330، ج 4 ص 107 و ج 6 ص 292، 296، 298، 304، 323، ط دار الفكر- بيروت. ورواه الحافظ ابن مردوديه فى (المناقب) على ما فى (كشف الغمه) ج 1 ص 325. ورواه الحافظ الطبرانى فى (المعجم الصغير) ج 1 ص 65 و 124، فى غيره من المعاجم. ورواه الخطيب البغدادى الشافعى المتوفى سنه (463 ه-) فى (المتفق و المفترق) ص 10 مخطوط و كذلك فى (تاريخ بغداد) ج 9 ص 126 ط- مصر. كما ذكر ذلك ابن حجر العسقلانى فى (المطالب العاليه) ص 360 ط- الكويت. و فى (فتح البارى) ج 2 ص 169 و 504، و ج 4 ص 366 ط- مصر. و الحاكم النيشابورى فى (المستدرك) ج 2/ 416 و ج 3/ 108 ط- حيدرآباد. و الحافظ أحمد بن الحسين البيهقى فى (السنن الكبرى) ج 2/ 149 و 150 و 152 و ج 7/ 63 ط- حيدرآباد. و العلامه المفسر أبوجعفر الطبرى فى (جامع البيان) ج 22/ 6 و 8 ط الحلبى- مصر. و العلامه ابراهيم بن محمد البيهقى فى (المحاسن و المساوى ء) ص 298 ط- بيروت. و الحافظ البخارى صاحب الصحيح فى (التاريخ الكبير) ج 1 قسم 2 ص 70 رقم 1719 و 2174 ط- حيدرآباد. و فى (الكنى) ص 25 ط- حيدرآباد. و الحافظ أبونعيم الأصبهانى فى (أخبار أصبهان) ج 1/ 108 و ج 2/ 253. و الحافظ جلال الدين السيوطى فى (مفحمات الآقران فى مبهات القرآن) ص 32 ط- القاهره. و الحافظ أبوعبدالله محمد بن يوسف الكنجى الشافعى فى (كفايه الطالب) ص 371- 377، ط- طهران، بعده طرق. و الحفاظ الفقيه أبوالحسن على بن محمد ابن المغازلى المتوفى سنه (483 ه-) فى (مناقب على بن أبى طالب عليه السلام) ص 301- 307 بعده طرق. و الحافظ الخبير أبوجعفر الطحاوى فى (مشكل الآثار) ج 1/ 332- 339 بعده طرق، ط- حيدرآباد الدكن. الحافظ الحاكم الحسكانى فى (شواهد التنزيل) ج 2/ 10- 92 ح 637- 774 بأكثر من (140) طريقا، ط الأعملى- بيروت. و المؤرخ النسابه أحمد بن يحيى البلاذرى المتوفى سنه (297) تقريبا فى كتابه (أنساب الأشراف) ص 104 ح 38 ط الأعملى- بيروت. و الحافظ المؤرخ ابن عساكر فى ترجمه الامام الحسن (عليه السلام) من (تاريخ دمشق) ص 63- 72 ح 128 113 ط المحمودى- بيروت. و الحافظ شمس الدين الذهبى فى (سير أعلام النبلاء) ج 2/ 122 و ج 3/ 254 و 283، 385 و ج 10/ 347 ط مؤسسه الرساله- بيروت. و لمزيد من المصادر راجع: (العمده) ص 31- 46 ط قم. (الطرائف) للسيد ابن طاووس ص 122- 130 ط قم. (تأويل الآيات) ج 2/ 456- 459 ط قم. (تفسير البرهان) ج 3/ 309- 325 و فيه (65) حديثا. (بحارالأنوار) ج 35 باب 5 ص 206- 236 ط طهران. (احقاق الحق) ج 2/ 501- 562، و ج 3/ 513- 531، و ج 9/ 1- 69، و ج 14/ 40- 105، و ج 18/ 359- 383 [ و للمزيد انظر كتابنا «على فى الكتاب و السنه».] و حصيله هذه الروايات أن النبى (صلى الله عليه و آله)- بعد نزول الآيه- جعل عليا و فاطمه و الحسن و الحسين (عليهم السلام) تحت كسائه مرارا و فى عده مواطن (فى بيت فاطمه مره، فى بيت ام سلمه اخرى، و غيرها)، و تلا الآيه المباركه و قال: «اللهم ان هولاء أهل بيتى فطهرهم تطهيرا»، ثم واضب على تلاوتها فى باب الزهراء (عليهاالسلام) ليعرف (صلى الله عليه و آله) المراد من (أهل البيت) يحدد موضوع الآيه الشريفه. و انما كان كل هذا من النبى الأكرم (صلى الله عليه و آله) ليقطع الطريق على الانتهازيين و النفعيين لئلا يسيئوا الاستفاده من هذه الآيه الشريفه، فيدعى أحد يوما انها نزلت فيه. و قد احتج بها على (عليه السلام) و الحسن و الحسين (عليهماالسلام) على الصاحبه فى مواطن عديده و قالوا: انها نزلت فيهم و ما أنكر عليهم أحد قط. و الآيه المباركه نصت على أن الله سبحانه أراد أن يطهر أهل البيت من الرجس. و الرجس هنا ليس النجاسه الظاهريه، و الا فالتنزه عنها مطلوب من المسلمين كافه، ثم لو كانت النجاسه الظاهريه هى المقصود لما احتاج النبى (صلى الله عليه و آله) الى كل تلك المراسم و الالتزامات، و الى تلاوتها شهورا عديده على باب على و فاطمه (عليهماالسلام)، و لما جر الرداء من ام سلمه و هو يقول: «انك على خير». فالمراد- اذن- هو التلوث و النجاسه الباطنيه، أى ارتكاب الذنوب و معصيه الرب- فيكون الآيه الشريفه: (ان الله أراد أن يكون أهل البيت منزهين مطهرين من ارتكاب الذنوب و المعاصى). و الاراده هنا ليست اراده تشريعيه، أى أن الله أراد من أهل البيت أن ينزهوا و يطهروا أنفسكم من الذنوب- كلا، لأن هذه الاراده ليست خاصه بأهل البيت (عليهم السلام) و انما تمشل الناس جميعا. فالمراد اذن هى الاراده التكوينيه [ للمزيد راجع (آيه التطهير) فى سلسله (فى رحاب القرآن) للشيخ محمد مهدى الآصفى طبع دارالقرآن الكريم- قم.] و قد فسر الرسول الأكرم (صلى الله عليه و آله) الآيه الشريفه بالعصمه من الذنب أيضا. فعن ابن عباس عن النبى (صلى الله عليه و آله): «قسم الله الخلق قسمين و جعلنى فى أفضلهما، فقال: و (أصحاب اليمين ما أصحاب اليمين و أصحاب الشمال ما أصحاب الشمال) فأنا أفضل أصحاب اليمن، و قسمهم ثلاثه أقسام و جعلنى فى أفضلها فقال: (فأصحب الميمنه ما أصحاب الميمنه و أصحاب المشئمه ما أصحاب المشئمه و السابقون السابقون) فأنا أفضل السابقين. ثم قسم الطوائف الثلاث الى قبائل و جعلنى فى أفضلها فقال: (و جعلناكم شعوبا و قبائل لتعارفوا ان أكرمكم عند الله أتقاكم) فأنا أتقى بنى آدم و أفضلهم، و لن أفخر بذلك. و قسم القبائل الى اسر و جعلنى فى أفضلها فقال: (انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت و يطهركم تطهيرا) فأنا و أهل بيتى معصومون من الذنب و المعصيه» [ الدر المنثور 5/ 199.] لكن هناك من قال: ان الايه خاصه بنساء النبى (صلى الله عليه و آله) و تشبثوا فى ذلك بسياق الايه، فالآيه واقعه فى سياق الخطاب مع نساء النبى (صلى الله عليه و آله)، فان دلت العصمه فهى ثابته لنساء النبى (صلى الله عليه و آله) و لم يقل بذلك أحد من المسلمين و الجواب على ذلك: ذكر العلامه السيد عبدالحسين شرف الدين هذا الاشكال و أجاب عليه بعده وجوه: الأول: انه اجتهاد فى مقابل النصوص الصريحه و الأحاديث المتواتره الصحيحه، و قد سمعت بعضها. الثانى: انها لو كانت خاصه فى النساء- كما يزعهم هؤلاء- لكان الخطاب فى الآيه بما يصلح للاناث و لقال- عز من قائل-: عنكن، و يطهركن، كما فى غيرها من آياتهن، فتذكير ضمير الخطاب فيها دون غيرها من آيات النساء كاف فى ردهم. الثالث: ان الكلام البليغ يدخله الاستطراد و الاعتراض، و هو كثير فى الكتاب و السنه و كلام العرب العاربه و غيرهم من البلغاء، و آيه التطهير من هذا القبيل جاءت مستطرده بين آيات النساء، فتبين بسبب استطرادها أن خطاب الله لهن بتلك الأوامر و النواهى و النصائح و الآداب لم يكن الا لعنايه الله تعالى بأهل البيت، أعنى الخمسه- لئلا ينالهم- و لو من جهتهن- لوم، أو ينسب اليهم (و لو بواسطتهن) هناه، أو يكون عليهم للمنافقين (و لو بسببهن) سبيل. الرابع: ان القرآن لم يترتب فى الجمع حسب ترتبه فى النزول باجماع المسلمين كافه، و على هذا فالسياق لا يكأفى الأدله الصحيحه عند تعارضهما لعدم الوثوق حينئذ بنزول الآيه فى ذلك السياق [ الكلمه الغراء فى تفضيل الزهراء/ 214.] الدليل الثانى قال رسول الله (صلى الله عليه و آله): «يا فاطمه، ان الله يغضب لغضبك و يرضى لرضائك» [ ينابيع الموده/ 203.] و بديهى أن ميزان الرضى و الغضب عند الله هو الحق، والله لا يرضى بالقبيح و مخالفه الحق، و لو غضب لذلك غيره، كما لا يغضب- سبحانه- من الفعل الحسن و الحق و لو أغضب ذلك الآخرين. و نتيجه ذلك: ان الزهراء (عليهاالسلام) لابد أن تكون معصومه من الذنب و الخطأ، و ذلك لأنها لو لم تكن معصومه لما صح قول النبى (صلى الله عليه و آله) فى حقها، بينما لو كانت معصومه- كما هو الحق- فان رضاها و غضبها يوافق الموازين الشرعيه دائما، فهى لا تغضب من الحق و لا ترضى بما يخالف رضا الله . و لتوضيح المعنى نضرب مثلا. لو فرض أن فاطمه (عليهاالسلام) لم تكن معصومه، و يصح الخطأ و الاشتباه فى حقها، فلو تنازعت مع شخص على شى ء، فمن الممكن أن تطالب بدافع الهوى و الاشتباه بغير الحق و خلافا للواقع، و حينما ينتصر الحق و يغلبها الخصم فقد تغضب (عليهاالسلام) لذلك و لا ترضى عليه، فهل يمكن- على هذا الفرض- أن يقال ان ينسب هذا الفعل القبيح الى الله سبحانه. و يمكن اثبات عصمتها (عليهاالسلام) بهذا الحديث أيضا. قال رسول الله (صلى الله عليه و آله): «فاطمه بضعه منى فمن أغضبها أغضبنى» [ صحيح البخارى 2/ 203.] رواه الفريقان و اعترف به المسلمون جميعا. و كما بينا فيما سبق فان هذا الحديث يدل على عصمه فاطمه (عليهاالسلام) لأن النبى (صلى الله عليه و آله) معصوم عن الذنب و الخطأ و الهوى و يغضب و يرضى لغضب الله و رضاه، فلا يمكن أن قال: ان النبى (صلى الله عليه و آله) يغضب لغضب فاطمه، الا اذا قلنا بعصمتها (عليهاالسلام) عن الذنب و الخطأ و من شواهد الاخرى على عصمتها (عليهاالسلام) قول الصادق (عليه السلام): «ان فاطمه انما سميت فاطمه لأنها فطمت من الشر» [ كشف الغمه 2/ 89.] و مما يدل على عصمتها (عليه السلام) اليك بعض الاحاديث الثابته، التى رواها فطاحل العلماء و أثبتوها فى صحاحهم و مسانيدهم. 1- فى الاستيعاب ج 4 ص 1895: عن ابن عباس: قال رسول الله (صلى الله عليه و آله: «أفضل نساء أهل الجنه خديجه بنت خويلد، و فاطمه بنت محمد، و مريم بنت عمران، و آسيه بنت مزاحم زوجه فرعون مصر». 2- فى صحيح البخارى ج 2 ص 185 و 189: قال النبى (صلى الله عليه و آله): «فاطمه (عليهاالسلام) سيده نساء أهل الجنه». 3- و فى سنن الترمذى ص 540: عن حذيفه قال: أتيت النبى (صلى الله عليه و آله)فصليت معه.. قال: «هذا ملك لم ينزل الأرض قط قبل هذا الليله، استأذن ربه أن يسلم على و يبشرنى بأن فاطمه سيده نساء أهل الجنه، و ان الحسن و الحسين شباب أهل الجنه» [ نقله صاحب كتاب حقايق فى تاريخ الاسلام ص 167.] تدل هذه الاحاديث الشريفه على أن فاطمه الزهراء (عليهاالسلام) «معصومه و أى عصمه» و هى أفضل نساء الامه، بل و أفضل نساء أهل الجنه من السابقين و اللاحقين كما أن ابنيها سيدا شباب أهل الجنه.