تاریخ ابن أعثم الکوفی جلد 1
لطفا منتظر باشید ...
ثم سار خالد من تدمر حتى صار إلى ثنيةالعقاب (1) لأن راية خالد كانت سوداء و كانيقال لها العقاب (2)، قال: فلمّا أشرف خالدمن الثنيّة نظر المسلمون إلى رايتهم و همنزول في مرج دمشق فقالوا: و الله! هذهالعقاب راية خالد بن الوليد، فاستقبلوه،ثم إنهم دخلوا مدينة دمشق فحصنوا فيها، وأقبل خالد حتى نزل الدير الذي يقال له ديرخالد و به يعرف إلى يومنا هذا، و يقال إنهعلى ميل من دمشق مما يلي الباب الشرقي.
قال: ثم دعا خالد بن الوليد بيزيد بن أبيسفيان فضمّ إليه خمسة آلاف رجل و وجّه بهإلى البلقاء (3) فقال: اذهب و انزل بإزاءالعدوّ و حارب من قدرت، و إن خفت من العدوّأمرا من الأمور فاكتب إليّ بذلك حتى أمدّكبخيل و رجال إن شاء الله، ثم دعا بعمرو بنالعاص فضمّ إليه خمسة آلاف رجل و وجّهه إلىفلسطين ثمّ أوصاه بما أوصى به يزيد بن أبيسفيان، ثم دعا بشرحبيل بن حسنة فضمّ إليهثلاثة آلاف فارس و وجّه به إلى بصرى، و دعامعاذ بن جبل فضمّ إليه ألفي فارس و وجّه بهإلى بعلبك، و دعا خالد بن سعيد بن العاصفضمّ إليه أربعة آلاف فارس و وجّه به إلىحمص، و دعا سعيد بن عامر بن جديم (4) فضمإليه ثلاثة آلاف فارس و وجّه به إلى حوران(5).
قال: ففرّق خالد بن الوليد خيله بأرضالشام في اثني و عشرين ألفا و بقي هو و أبوعبيدة بن الجراح بغوطة دمشق في خمسة عشرألف من المسلمين، ثم رتّب الجواسيس في أرضالشام ليتجسس عن أخبار الروم، قال: فبينماهو كذلك إذا بجاسوس قد أقبل فقال: أيهاالأمير! الحذر الحذر! ضمّ إليك أطرافك، واكتب إلى أمرائك في النواحي أن يحذرواالروم فإنّهم قد اجتمعوا بموضع يقال لهأجنادين (6)