تاریخ ابن أعثم الکوفی جلد 1
لطفا منتظر باشید ...
إليك أبا عبيد- رحمة الله عليه-! و أنعيإليك بنيه الثلاثة وهبا و مالكا و جبرا، وأنعي إليك سليط بن قيس الأنصاري و فلانا وفلانا- فلم يزل يعد وجوه المهاجرين والأنصار، فقال له عمر: فالمثنى بن حارثةالشيباني ما حاله؟ فقال: تركته جريحا ياأمير المؤمنين.
قال: فضج الناس بالبكاء و النحيب، ثم دعاعمر رضي الله عنه بجرير بن عبد الله البجليفقال له: ويحك يا جرير! إنا قد أصبنابالمسلمين مصيبة عظيمة و المثنى بن حارثةفي وجه العدو غير أنه جريح لما به، فسر نحوالعراق فعسى الله عز و جل أن يدفع شر هؤلاءالأعاجم و تخمد بك جمرتهم (1).
قال: فسار جرير بن عبد الله من المدينة فيسبعمائة رجل حتى صار إلى العراق فنزلها (2)،و بلغ ذلك المثنى بن حارثة الشيباني فكتبإليه «أما بعد يا جرير فإنا نحن الذينقدمنا المهاجرين و الأنصار من بلدهم، وأقمنا نحن في نحر العدو نكابدهم ليلًا ونهاراً، و إنما أنت مدد لنا فما انتظارك-رحمك الله- لا تصير إلينا؟
فصر إلينا و كثرنا بأصحابك، فإن زعمت أنكرجل من أصحاب رسول الله صلّى الله عليهوسلّم لا يلي عليك إلا من كان مثلك فإنأمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنهولى أبا عبيد بن مسعود الثقفي علىالمهاجرين و الأنصار، فلما حضرته وفاته قدكان ولاني، و لو علم أني لا أقوم مقامه مافعل، فرأيك أبا عمرو فيما كتب إليك- والسلام».
قال: فكتب إليه جرير: «أما بعد فقد وردكتابك عليّ فقرأته و فهمته، فأما ما ذكرتأنك الذي قدمت المهاجرين و الأنصار إلىحرب العدو، فصدقت وليتك لم تفعل، و أماقولك: إن المهاجرين و الأنصار لحقواببلدهم (3)، فإنه لما قتل أميرهم