تاریخ ابن أعثم الکوفی جلد 1
لطفا منتظر باشید ...
يد و هم صاغرون، فإن كرهوا أن يؤمنوا وأبوا أن يؤدوا الجزية فقاتلوهم، فإنقتيلكم المحتسب بنفسه شهيد في جنانالنعيم. و قتيل عدوكم في النار و العذابالأليم، فإن صدّقتم يا رومي بما سمعتم وقبلتم ما أعلمتم فحظكم أصبتم و الخير أريدبكم، و إن كرهتم ذلك و أدبرتم عنه و كذبتمفابرزوا إلينا حتى يحكم الله بيننا و هوخير الحاكمين.
قال: فقال الرومي: و قد أبيتم إلا هذا؟ قالأبو عبيدة: نعم، قد أبينا إلا ما سمعت، و ماعندنا غيره، فاعمل أنت و أصحابك على ذلك (1).
قال: فولى الرومي من بين يدي أبي عبيدة وهو يقول: اللهم اشهد على هؤلاء القوم وانتقم لنا منهم! فإنا قد أنصفناهم وأعطيناهم الحق و زدناهم فأبوا ذلك، اللهمانصرنا عليهم! قال: فصاح به بعض المسلمينأيها العلج! و ما دعاء الكافرين إلا فيضلال.
قال: فمضى الرومي و خبرهم بما كان من كلامهو كلام أبي عبيدة بن الجراح.
فلما كان من غد زحف الروم نحو المسلمين فيستين ألفا أو يزيدون، و عزم أبو عبيدة علىحربهم و مناجزتهم، ثم دعا فيجا (2) سريعا منأنباط أهل الشام و قال له: انظر إذا دفعتإليك كتابي هذا فأسرع حتى تأتي أميرالمؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنهفادفعه إليه، ثم كتب أبو عبيدة من ساعتهكتابا إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه (3):بسم الله الرحمن الرحيم، لعبد الله عمرأمير المؤمنين، من عامله عامر بن الجراح،سلام عليك! أما بعد فإني أخبرك أن الروم قدأقبلت إلينا و نزل أكثرهم بساحتنا و همنزول بأرض يقال لها فحل و قد سارع أهلالبلد و من كان على دينهم من العربالمتنصرة، و كتبت إليك كتابي هذا حين نهضتإليهم و سرت لقتالهم متوكلا على الله،راضيا بقضائه، واثقا بنصره، راجيا لأحسنما عودنا، و نحن نسأل الله عز و جل أنيكفينا و إياك يا أمير المؤمنين حسد كلحاسد و كيد كل