تاریخ ابن أعثم الکوفی جلد 1
لطفا منتظر باشید ...
و قد أوقف الناس في الميمنة و الميسرةفأوصاهم و عهد إليهم ثم قال: أيها الناس!انظروا إذا سمعتم تكبيري فاعلموا أني حملتفاحملوا و اذكروا الله و قولوا: لا حول و لاقوة إلا باللّه، فقال الناس: سمعنا و أطعنافاحمل إذا شئت يرحمك الله! قال:
فعندها حسر خالد عن رأسه، و كانت علامتهإذا أراد أن يحمل قال: الله أكبر اللهأكبر، الله أخرجهم لكم من ديارهم وحصونهم، شدوا عليهم على بركة [الله ] وعونه، ثم حمل و حمل الناس معه بأجمعهم علىعساكر الروم و رفعوا أصواتهم بالتكبير،فانكشفت الروم من بين أيديهم، و أخذهمالسيف فقتل منهم في هذه الحملة نيف علىسبعة آلاف، منهم ألفا بطريق أو يزيدون وخمسة آلاف تابع ما فيهم إلا فارس مقنعبالحديد أو راجل ذو بأس شديد، و قتل منالمسلمين بضعة عشر رجلا: أربعة منالمهاجرين و سبعة من الأنصار و ستة منالتابعين.
قال: و تبعهم المسلمون فاستأسروا منهمخلقا كثيرا فقتلوهم بالسيف صبرا و احتوواعلى غنائم لهم كثيرة، فأخذها أبو عبيدة وأخرج منها الخمس و قسم باقي الغنائم علىالمسلمين.
قال: و مرت الروم على وجوهها عباديدمشردين في البلاد، فمنهم من صار إلى فحل وهي مدينة مطلة على موضع من بلد الأردن يقالله «الأهويه» (1) و الماء يجري من تحتها،فتحصنت الروم بفحل، و مر الباقون علىوجوههم مشردين، فمنهم من صار إلى هرقل ملكالروم و منهم من صار إلى حصون الشامفتحصنوا فيها.
قال: فبعث أبو عبيدة بالخمس إلى عمر بنالخطاب رضي الله عنه و كتب إليه (2): بسمالله الرحمن الرحيم، لعبد الله عمر أميرالمؤمنين من عامر بن الجراح، سلام عليك!أما بعد فإني أخبر أمير المؤمنين- أسعدهالله- (3) بأنا التقينا نحن و أعداؤنا منالروم بموضع من بلد الأردن يقال له: فحل، وقد جمعوا لنا الجموع العظام و جاءونا منرؤوس الجبال و سواحل البحار في نيف علىستين ألفا