تاریخ ابن أعثم الکوفی جلد 1
لطفا منتظر باشید ...
و سمع أبو محجن التكبير و النعير التفتإلى أمة لسعد يقال لها: زبراء، فقال:
ويحك يا زبراء! ما حال المسلمين؟ فقالت:أظن و الله الدائرة على المسلمين و قد قتلمنهم جماعة، فقال أبو محجن: إِنَّالِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ 2:156! أخاف أن يذهب الناس بشرف هذا اليوم،فينالون الدنيا و الآخرة و أنا موثق بهذاالحديد، فلعن الله الخمر و لعن أبا محجن إنشربها بعد هذا اليوم، قال: ثم أقبل علىسلمى امرأة سعد و جاريته زبراء فقال:أطلقاني و لكما الله عليّ راع و كفيل إنأنا سلمت و لم أقتل أن أرجع إليكما و أضعرجلي في هذا القيد كما كانت، قال: فلماسمعت المرأتان يمينه و ما أعطاهما منالعهد و الميثاق أطلقتاه فأخرجتا رجله منالقيد، فقال لهما:
أعطياني اليوم هذا الفرس البلقاء وأعطياني سلاح سعد حتى أخرج فأقاتل و أرجعإليكما إن شاء الله عز و جل إن لم يحدث عليّحدث، قال: فدفعتا إليه فرس سعد البلقاء (1)فأسرجها و ألجمها و دفعتا إليه درعا ومغفرا و سيفا و رمحا، فتقلد بالسيف و تناولالرمح و استوى على الفرس و سار حتى اختلطبالمسلمين متلثما لا يعرف، ثم ضرب بيدهإلى سيفه فاستله ثم حمل، فلم يزل يقاتلبالسيف مرة، و يطعن بالرمح مرة، و تارةيحمل على القوم فيقاتل قتالا شديدا لميسمع الناس بمثله، و المسلمون لا يعلمونمن هو، غير أنهم عجبوا من قتاله، و سعد بنأبي وقاص على سطح القصر ينظر إلى فعلهفالتفت إلى من كان معه من مشايخ العسكرفقال: يا هؤلاء! أ ترون إلى فعل صاحبالبلقاء؟ لئن كان الخضر عليه السلام شهدشيئا من هذه الوقائع فهذا هو الخضر لا شكفيه! قال: ثم تقارب أبو محجن من ناحية القصرو جعل سعد بن أبي وقاص يتأمل البلقاء ويلتفت إلى من كان عنده فيقول: أما البلقاءفهي بلقائي، و أما السلاح سلاحي لا شك فيه،و أما الحركات فكأنها حركات أبي محجنالثقفي، و لو لا أن أبا محجن معي في القصرلقلت: هذا أبو محجن. قال:
ثم حمل أبو محجن و حمل الناس فاختلطوا، ورجع أبو محجن إلى باب القصر فقرعه برمحه وفتح له الباب و دخل، فنزل عن البلقاء فحطعنها السرج و اللجام و أقامها على