تاریخ ابن أعثم الکوفی جلد 1
لطفا منتظر باشید ...
و بحرا و سهلا و جبلا و ما قد اجتمع إليهممن أساقفتهم و قسيسيهم و الرهبان، والمسلمون حيث بعث الله إليهم نبيهم محمداصلّى الله عليه وسلّم فأعزه بالنصر و نصرهبالرعب قال الله عزّ و جلّ و هو لا يخلفالميعاد: هُوَ الَّذِي أَرْسَلَرَسُولَهُ بِالْهُدى وَ دِينِ الْحَقِّلِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ 9: 33 (1)، و قدعلمت يا أبا عبيدة أنه لم تكن شدة قط إلا وجعل الله بعدها فرجا، فلا يهولنك كثرة منجاءك من الكفار فإن الله تعالى منهم بري ءو من بري ء الله منه فلا ناصر له و من لاناصر له فقد خذله الله و وكله إلى نفسه،فلا يوحشنك قلة المسلمين و كثرة المشركين،فليس بقليل من كان الله عزّ و جلّ معه،فأقم مكانك الذي أثرته و ناهض عدوك و كفىباللّه ظهيرا و وليا و نصيرا، و قد فهمتمقالتك إذ قلت في كتابك أن احتسب أنفسالمسلمين إن هم أقاموا أو دينهم إن همانهزموا، فقد جاءهم ما لا قبل لهم به إلاأن يمدهم الله عزّ و جلّ بغياث من عنده، وليس الأمر كما ذكرت، رحمك الله يا أباعبيدة! لأنك قد علمت بأن المسلمين إن همأقاموا و صبروا ثم قتلوا فما عند الله خيرللأبرار، و قد قال الله عزّ و جلّ: منالْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ماعاهَدُوا الله عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ منقَضى نَحْبَهُ وَ مِنْهُمْ منيَنْتَظِرُ وَ ما بَدَّلُوا تَبْدِيلًا 33:23 (2) و أنتم بحمد الله منصورون على كل حالإن شاء الله، فأخلصوا نيّاتكم للّه عزّ وجلّ و ارفعوا إليه رغباتكم و اصْبِرُوا وَصابِرُوا وَ رابِطُوا وَ اتَّقُوا اللهلَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ. 3: 200 قال: ثم دفععمر بن الخطاب رضي الله عنه كتابه إلى عبدالله بن قرط الثمالي و قال له: عجل السير وأسرع ما قدرت، فإذا قدمت على أبي عبيدةفأقرئه مني السلام و أعلمه أني موجّه إليهبجيش قبل أن يواقع العدو إن شاء الله و لاقوّة إلّا باللّه.
قال: ثم جمع عمر بن الخطاب رضي الله عنه منكان بالمدينة ممن يصلح أن يوجّه به إلىالعدوّ و عرضهم فكانوا ثلاثة آلاف فارسفضمّهم إلى سويد بن الصامت الأنصاري (3) وأمره بالمسير إلى أبي عبيدة، ثم أوصاهفقال له: يا سويد! إنك قد ولّيت أمر هؤلاءالقوم و لست بخير رجل منهم إلّا أن تكونأتقى منه فاتق الله عزّ و جلّ