تاریخ ابن أعثم الکوفی جلد 1
لطفا منتظر باشید ...
فيهم و لا تشتم أعراضهم و لا تضرب أبشارهم(1) و وقّر كبيرهم و لا تحقر صغيرهم، و كنللحق تابعا فإنّه إن بلغني عنك ما أحبّ فكنبعزمك مني ما تحبّ، فقال سويد بن الصامت:يا أمير المؤمنين! قد أوصيتني فسمعت و أناأوصيك فاسمع! فقال عمر: هات ما بدا لك ياسويد! فقال سويد (2): خف الله عزّ و جلّ فيالناس و لا تخف الناس في الله، و أحببلقريب المسلمين و بعيدهم ما تحبّه لنفسك(3)، و ألزم الخصم الحجّة يكفيك الله عزّ وجلّ همّك، و يعينك على ما أولاك، و لا تقضفي أمرك بقضاء فتلبس الحق بالباطل و يشتبهعليك الأمر، و خض الغمرات (4) حيث كانت، و لايأخذك في الله لومة لائم. فقال عمر: ويحك ياسويد! من يستطيع هذا العمل؟ قال: يستطيعهمن وضع الله في عنقه مثل الذي وضعه في عنقك(5).
قال: ثم نادى سويد بن الصامت هذا في الناسفقال: تهيئوا للمسير إلى إخوانكم المسلمينبأرض الشام، فإما أن تدلجوا و إما أن تصلواو ترحلوا فإنّي راحل إن شاء الله و لا قوّةإلّا باللّه.
قال: و سار سويد بن الصامت في هؤلاءالثلاثة آلاف حتّى قدم على أبي عبيدة بنالجرّاح قبل أن يقدم عليه كتاب عمر بنالخطاب رضي الله عنه، فسر المسلمون بقدومسويد بن الصامت عليهم سرورا شديدا، فصارأبو عبيدة في ثلاثة و أربعين ألفا.
و بلغ ذلك ماهان صاحب الجيش فأرسل إلىبطارقته و رؤساء أصحابه ثم قال (6): يا معشرولد الأصفر! اعلموا أن هؤلاء القوم قدنزلوا بلادكم و ركبوا دوابكم و أكلوا منطعامكم و لبسوا لباسكم، فالموت عليهم أيسرمن أن يفارقوا ما قد تطمعوا به من عيشكمالرفيع و دنياكم التي لم يروا مثلها، واعلموا أنكم إنما بليتم بهؤلاء