تاریخ ابن أعثم الکوفی جلد 1
لطفا منتظر باشید ...
أصبت و أحسنت أيها الوزير فاعمل برأيك.
قال: فلم يشعر المسلمون إلّا و رجل منالروم قد وافاهم، فلمّا نظروا إليه فيعسكرهم أنكروه ثم دنوا منه فقالوا: من أنتو من أين أقبلت؟ فتكلم بالعربية فقال:
أنا رجل من الروم من أهل عمّورية، بعثتإليكم فأين أميركم أبو عبيدة بن الجراح؟
فقالوا: هو ذاك، و أقبلوا به إلى أبي عبيدةحتى أوقفوه بين يديه، فقال له أبو عبيدة:
اجلس و تكلم بحاجتك.
قال: فجلس الرومي فقال: أنا رسول ماهانإليكم وزير ملك الروم و عامل على بلاده وقائده على جميع جنده، بعثني إليكم و هويسألكم أن تبعث إليه بالرجل الذي كانأميرا قبلك ثم عزل و وليت أنت من بعده الذييقال له خالد بن الوليد (1)، فقد بلغه عنهأنّه رجل له حسب و قد علمنا أن ذوي الأحسابأفضل من غيرهم، فنحن نحبّ أن نخبره بمانريد و نسأله عما تريد، فإن وقع بيننا وبينكم اتفاق لنا و لكم فيه صلاح و رضىأخذنا به و حمدنا الله عزّ و جلّ على ذلك، وإن لم يتفق بيننا و بينكم شي ء كان الحرب(2) من وراء ذلك بعد الإعذار و الإنذار.
قال: فدعا أبو عبيدة بخالد بن الوليدفخبره بذلك (3)، فقال خالد بن الوليد:
فإني صائر إليه غدا إن شاء الله و لا قوةإلا باللّه.
قال: و حضرت صلاة المغرب فأذّن المؤذن منكل ناحية و صلّوا، حتى إذا فرغوا من صلاتهمقال خالد: عليّ بالرسول، فأتوا به فقال له:هذا وقت مساء و لكن إذا كان غدا غدوت إلىصاحبك إن شاء الله فارجع إليه و أعلمه ذلك.قال:
فقعد الرومي عند القوم و لم يبرح و جعلينظر إليهم كيف يصلّون و يدعون ويستغفرون