تاریخ ابن أعثم الکوفی جلد 1
لطفا منتظر باشید ...
الله! أجابه الهاتف يقول: أخلصت إخلاصا يانضلة! فلما قال: أشهد أن محمدا رسول الله!أجابه الهاتف و هو يقول: ذلك نبي الرحمةبعث لا نبي بعده، فلما قال: حي على الصلاة!أجابه الهاتف و هو يقول: فريضة فرضت فطوبىلمن حفظها و واظب عليها، فلما قال: حي علىالفلاح! أجابه الهاتف و هو يقول:
الفلاح لأهل الفلاح و الصلاح لأهلالصلاح، قال: و فرغ نضلة من أذانه، فلماأخذ في الإقامة و قال: قد قامت الصلاة!أجابه الهاتف و هو يقول: البقاء لأمة محمدعليه السلام و على رؤوسهم تقوم الساعة،قال: و صلى نضلة بالمسلمين.
فلما فرغ من صلاته وثب قائما على قدميه ثمنادى بأعلى صوته: أيها الهاتف بالخير والكلام ... (1) إنا قد سمعنا كلامك و فهمناجوابك، فإن كنت من ملائكة الله فصلى اللهعليك، و إن كنت من الجن فمرحبا بك و أهلا، وإن كنت من الإنس فابرز إلينا حتى نراك،فإنا وفد الله و وفد رسوله محمد (صلّى اللهعليه وسلّم و آله) و وفد أمير المؤمنين عمربن الخطاب رضي الله عنه، قال: فلم يشعرنضلة بن معاوية و من معه من المسلمين إلا وشيخ قد برز لهم من شعب الجبل أبيض الرأس واللحية، إلى الطوال ما هو، عليه ثوبان منصوف أبيض، و قد حسر عن هامة له عظيمة و فييده عصا عكاز يتوكأ عليها، فقال نضلة:السلام عليك و رحمة الله و بركاته! من أنتيرحمك الله؟ فقال: أنا زريب بن برثملا وصيالعبد الصالح عيسى ابن مريم صلّى اللهعليه وسلّم، دعا لي بالبقاء إلى وقت نزولهمن السماء، فاقرأوا على عمر بن الخطاب منيالسلام و قل له: فليثبت على ما هو عليه ويقارب و يسدد فقد اقترب الأمر، و إن ظهرتفي أمة محمد (صلّى الله عليه وسلّم و آله)خصال لا خير فيها فالهرب الهرب! قال نضلةبن معاوية: أخبرنا رحمك الله بهذه الخصاللنعرف بها ذهاب دنيانا و إقبال آخرتنا،فقال: نعم إذا اكتفت رجالكم برجالكم ونساؤكم بنسائكم، و ركن علماؤكم إلىأمرائكم فأفتوهم بالذي يحبون، و كثرطعامكم فلم يزد سعركم إلا غلاء، و كانمستشاركم يومئذ عبيدكم و خصيانكم، و قتلالبري ء بغير ذنب ليوعظ به العامة، و قلالعطاء فلم يأخذه إلا الأسقاط و السفل، وقلّت الصدقة فيكم حتى يطوف المسكين فيكممن الحول إلى الحول فلا يصيب عشرة دراهم، واتخذتم القرآن ألحانا و مزامير، و زخرفتمالمساجد و طولتم المنار، و كثرت بينكمشهادات