تاریخ ابن أعثم الکوفی جلد 1
لطفا منتظر باشید ...
فعلت بهذا الرجل؟ قال: يا أمير المؤمنين!إنه اعتمد حلّ إزاري ليبدي سوأتي، و لولاحرمة (1) هذا البيت لضربته بسيفي، فقال لهعمر: أما أنت فقد أقررت بما فعلت و لكن ارضالرجل في حقه و إلا أقدته منك، قال جبلة: أوتفعل هذا يا أمير المؤمنين؟ قال: نعم والله أفعله، قال جبلة: إنه رجل من السوقة وأنا ملك ابن ملك، و الله لقد ظننت أن أكونفي الإسلام أعز مني في الجاهلية، قال فقالله عمر: إن الإسلام و عدله بخلاف الجاهليةفأرضه من نفسك، قال جبلة: فإن لم أرضه؟ قالعمر: فإن لم ترضه أمرته أن يهشم أنفك كماهشمت أنفه قصاصا كما فعلت. فإن الإسلامجمعك و إياه، فما تفضله بشي ء إلابالتقوى. قال: فلما رأى جبلة أن عمر لا يأبىإلا القصاص لم يجد بدا من الاستخذاء فيوقته ذلك فقال (2):
نعم يا أمير المؤمنين! غير أني ناظر فيأمري ليلتي هذه، فقال عمر: ذلك إليك.
قال: فانصرف جبلة يومه ذلك، فأقبلتالأنصار إلى عمر فقالوا: يا أمير المؤمنين!نحن نرضي هذا الفزاري عن جبلة فإنه رجل منسادات غسان، و نحن نقتدي هذه اللطمة، فقالعمر: و الله! لا يقتص الفزاري إلا من جبلة.
قال: فانصرف الناس عن عمر رضي الله عنه،حتى إذا نامت العيون و سكنت الحركات خرججبلة في قومه الذي قدموا معه و هم سبعون ومائة (3) إنسان و مضى متوجها نحو الشام،فأصبحت مكة منه و من بني عمه بلاقع.
قال: و مضى جبلة في قومه الذين قدموا معهإلى بني عمه الذين هم بالشام مقيمون،فخبرهم بذلك ثم أمرهم بالرحيل معه، فرحلالقوم و هم خلق كثير، فسار بهم جبلة حتىدخل بهم بلاد الروم ثم أقبل قاصدا إلىالقسطنطينية، فدخل على هرقل ملك الرومفتنصر هو و جميع من كان معه من بني عمه،قال: ففرح به هرقل فرحا شديدا و رأى أنه فتحفتحا عظيما، ثم إنه أقطعه و أقطع بني عمهحيث شاءوا من أرض الروم، ثم إنه جعل جبلةمن خواصه و وزيره و صاحب أمره، فأقام جبلةعند