تاریخ ابن أعثم الکوفی جلد 1
لطفا منتظر باشید ...
ملك الروم في أرفع المنازل و أجلها.
قال: و دعا عمر بن الخطاب بحذيفة بن اليمان(1) فكتب معه كتابا إلى ملك الروم يدعوه إلىدين الإسلام و يرغبه فيه.
قال: فسار حذيفة (1) من المدينة إلى الشام،ثم صار من أرض الشام إلى أرض الروم، قال: وعلمت الروم أنه رسول فكانوا يبذرقونه منموضع إلى موضع حتى بلغ إلى القسطنطينية،ثم دخل على هرقل فدفع إليه الكتاب و أبلغهرسالة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فأبىهرقل أن يجيب إلى شي ء من ذلك، ثم أقبل علىحذيفة فقال له: يا عربي! هل أتيت ابن عمكهذا الذي جاءنا راغبا في ديننا زاهدا فيدينكم؟ فقال حذيفة: لا ما أتيته بعد، فقالهرقل: فأته فانظر إلى ما هو عليه، فلعلقلبك يصبوا إلى ما صبا إليه.
قال حذيفة: فخرجت من عند هرقل حتى أتيت بابجبلة فلم أكن رأيت بباب هرقل ما رأيت ببابجبلة من العبيد و الحشم، ثم استأذنت عليهفأذن لي فدخلت عليه فإذا هو جالس على سريرمن جوهر الزجاج و للسرير أربعة أركان منالذهب و أربع قوائم من الفضة، و على رأسهتاج من الذهب كثير الزبرجد و الياقوت، قال:
و إذا هو أصهب ذو سبال (2) و عثنون طويل، وإذا قد و خطه الشيب، و قد أمر بالذهبالأحمر فسحل (3) و رمي في لحيته، و قد استقبلعين الشمس بوجهه، فما رأيت منظرا أبهى و لاأحسن منه.
قال حذيفة: فلما رآني حياني و رحب بي وأدناني، ثم إنه عاتبني على تركي النزولعليه، ثم سألني عن أمر الناس و ألح عليّ فيالمسألة عن عمر بن الخطاب خاصة، فجعلتأخبره بما أرجو عطفه و رجوعه إلى دينالإسلام، قال: فرأيته و قد تنفس الصعداء وعرفت الحزن في وجهه. ثم قال: اجلس يا حذيفة!فجلست على شي ء لم أتبينه بديّا، فلماتأملت فإذا هو كرسي من ذهب، قال: فانحدرتعنه، و تبسم جبلة ثم قال: إذا طهّرت قلبكفلا تبال ما لبست و علام جلست، قال فقلت: