تاریخ ابن أعثم الکوفی جلد 1
لطفا منتظر باشید ...
تخبرني بوجهة نظرك حتى أقف على حقيقةالأمر، و السلام. و حين وصل خطاب أميرالمؤمنين إلى عياض بن غنم و وقف على مضمونهكتب إليه رسالة بما يلي:
إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب من عياضبن غنم:
سلام عليك، أما بعد، فقد وصلني خطابك وفهمت محتواه. فإنه قبل وصول بسر بن أرطأةقد تم فتح المدينة الرقة و الرها على يدالمسلمين و قد وزعت الغنائم بينهم و تصرفكل بنصيبه منها فطالبني بسر بجزء من تلكالغنائم فأجبته بأن هاتين المدينتين قدفتحتا قبل وصولك فلا حق لك بالغنائم فإذايسّر الله لنا الفتوح في مكان آخر فنحنشركاء فيما نغنمه معا. فلم يرض بسر بهذا وخشيت أن يحصل شي ء من التمرد أو تختلفقلوب العساكر و لما كنت غنيا عن مدده،اعتذرت إليه و أمرته بالعودة. هذا هو السببفي إعادته جعل الله تعالى السعادة قرينةلأحوال أمير المؤمنين. و حين عاد جواب عياضبن غنم إلى أمير المؤمنين عمر. أثنى علىحصافة رأيه و كتب إليه.
لقد وصلت رسالتك و فهم مضمونها و علمناالسبب في إعادة بسر بن أرطأة و جيشه إلىالشام و كان ذلك صوابا، جزاك الله خيرا عنالإسلام و المسلمين. و أرجوا الله تعالى أنلا تعزل عن عملك ما دمت حيا. و إنني أوصيالخليفة من بعدي بأن لا يغيرك عن موضعك ولا يعزلك عن عملك. أقر الله عينك. و استمرعلى ما أنت فيه من الجهاد و السلام.
و لما وصل خطاب أمير المؤمنين إلى عياض وقرأه، حمد الله و قال: يا رب لا أطلب مزيدامن الحياة بعد عمر فإن هو مات و بقي في أجليشي ء فلا تمهلني أكثر من يوم واحد بعد.إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْ ءٍ قَدِيرٌ 3: 26و بالإجابة جدير.
ذهاب عياض بن غنم نحو حران (1)
في هذه الأثناء سمع عياض بن غنم أن الرومقد جمعوا جيشا في «حران» يقدر بعشرين ألفرجل فأمر مناديا ينادي في الجيشبالاستعداد ثم سار به إلى أطراف حرّانفوقع الرعب في قلوب الأهالي فأرسلوا إليهشخصا يطلب الصلح فأجابهم إليه