تاریخ ابن أعثم الکوفی جلد 1
لطفا منتظر باشید ...
إلى أمير المؤمنين بأسرع وقت. و قد توفييزيد قبل وصول الرسالة إلى أمير المؤمنينعمر. فطالع عمر الرسالة فاضطرب لها و سألالرسول: هل تركته حيا حتى أرسل له الجواب.فقال الرسول: أطال الله عمرك يا أميرالمؤمنين، لقد كان في حالة الاحتضار فقالعمر: عفى الله عن يزيد. لقد كان شخصا فاضلاو لم تكن له في الدنيا رغبة و قد جعل همه فيتحصيل أمر الآخرة. و حينئذ استدعى أباسفيان و أخبره بما جرى. فاغتم أبو سفيان وتأسف كثيرا، ثم قال: إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ 2: 156. ثم سألأمير المؤمنين. ما رأيك بالشخص الذيسترسله إلى الشام، فقال عمر:
سأرسل ولدك الآخر معاوية (1) فسر أبو سفيانبذلك و دعا لأمير المؤمنين و قال: لقد وصلتالرحم ثم عاد أبو سفيان إلى منزله و أخبرزوجته هند بوفاة يزيد. فصاحت و لطمت وجههاو بكت كثيرا و قالت: ليست معاوية و عتبةماتا بدل يزيد فقال لها أبو سفيان: لاتجزعي و قولي: إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّاإِلَيْهِ راجِعُونَ. 2: 156 و قد تلطف أميرالمؤمنين و عين ابنك الآخر معاوية والياعلى الشام فهدأت هند و قالت: لقد وصل أميرالمؤمنين الرحم و لتكن إمارة الشام مباركةعلى معاوية، ثم كتب أمير المؤمنين رسالةإلى معاوية بهذا المضمون.
بسم الله الرحمن الرحيم.
من عبد الله عمر أمير المؤمنين. أما بعد:
اعلم يا معاوية بأن الله تعالى قد أعزالإسلام و أذل المشركين و صدق وعده.
و أخبر أمة نبيه بفتح بلاد الشام و غيرها وبشرنا بتملك خزائنهم و أموالهم و قد حصلذلك فعلا. و خاصة مدينة قيسارية الشهيرة.بحصانتها كما أخضع لنا الروم و أما الآنفيجب أن تتم الفتوح في عسقلان (2) و غزة وتوابعهما لأن رسول الله صلّى الله عليهوسلّم أخبرنا بأنه ستكون في الشام فتوح وإني أبشرك بفتح هاتين البلدتين غزة وعسقلان، كما أن الرسول عليه السلام أخبربأنه متى اشتعلت نار الفتنة في المشرق والمغرب و تعذرت الإقامة فعليكم بعسقلان وما فوقها. فإذا وقفت على رسالتي هذه، انطلقإلى