تاریخ ابن أعثم الکوفی جلد 1

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

تاریخ ابن أعثم الکوفی - جلد 1

احمد بن علی اعثم کوفی الکندی‏

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


كدودة تعلقت بخشبة فما دامت فوقها فهي فيخوف شديد و إن هي تحركت غرقت، و لو أن أميرالمؤمنين يرى تلاطم أمواج البحر و أنواعالأهوال التي يمكن أن توجد فيه فسيزدادبرأيه تمسكا و لن يسمح لأحد من المسلمينبالمخاطرة بذلك. و هذا هو مقدار معرفتيبأحوال البحر. كتبتها إليك و السلام.


فحين وصل هذا الجواب إلى عمر و علمبمضمونه، سر بموافقة عمرو له في رأيه بأنلا يخوضوا البحر و أعاد الجواب إلى معاويةعلى هذا الشكل. أما بعد (1).


فاعلم يا معاوية بأن الله تعالى قد جعلنيراعيا لأمة محمد صلّى الله عليه وسلّم، وإني استعين باللّه على قيام مصالحهم و لاأرى أن أعرضهم لخطر البحر و مع هذا فقداستخرت و تشاورت مع جماعة ممن عاينواأخطار البحر و لهم في ذلك سابقة فلم يرواالمصلحة بذلك و وافقوني على كراهيتي لركوبالمسلمين البحر فدع منك هذه الفكرة و لاتذكرها مرة أخرى و السلام عليك و رحمة اللهو بركاته.


و إذ وصل جواب أمير المؤمنين عمر إلىمعاوية، أيقن بأن عمرو بن العاص هو الذيأشار على عمر بذلك فقال: إن عمروا لم يرد أنتفتح قبرص على يدي و لو أن أمير المؤمنينأجاز له مثل هذا العمل لأسرع إلى ركوبالبحر و انطلق مستعجلا و قد بلغ هذا الكلاملأمير المؤمنين فقال: صدق معاوية فلو أنناأجزنا لعمرو بن العاص ذلك لسار بدون تأخر،و توقف المشروع إلى أيام عثمان حيث تم فتحقبرص على يد جيش المسلمين كما سنبينه فيمابعد إن شاء الله تعالى (2). و استقر معاويةفي الشام و خضعت له جميع أطرافها و سواحلالبحر و كان يجبي الخراج و قد سكن المسلمونهناك، و أقاموا المساجد و توطنوها حتىصارت الشام بلادا إسلامية. أما عمرو بنالعاص فقد أتم فتح مصر (3) و استقر فيالإسكندرية و أمره بعد ذلك أمير المؤمنينعمر بأنه يتوجه إلى بلاد النوبة و أمرهبفتحها كما وجهه إلى بلاد البربر و برقة وطرابلس الغرب (4) و ما وراءها حتى طنجة وأقصى بلاد السوس. فأمر عمرو بن العاص أنيوزع على الجنود خراج مدينة الإسكندرية ومقدارها عشرة آلاف دينار. ثم اتجه إلى بلادالنوبة.



(1) قارن مع الطبري 5/ 52 و ابن الأثير 2/ 239.


(2) و ذلك في سنة 28 (الطبري 2/ 51- 52 و فتوحالبلدان ص 157 و يقال سنة 29).


(3) و ذلك سنة 20، و قيل سنة 16 (الطبري- ابنالأثير- فتوح البلدان).


(4) انظر في ذلك فتوح البلدان ص 221 و مابعدها.

/ 265