تاریخ ابن أعثم الکوفی جلد 1
لطفا منتظر باشید ...
لهم دعوة إبراهيم عليه السلام، قال: ثموثب معن بن عدي الأنصاري فقال:
يا معشر الأنصار! إن كان هذا الأمر لكم مندون قريش فخبروهم بذلك حتى يبايعوكم عليه،و إن كان لهم من دونكم فسلموا لهم،فواللّه! ما مات رسول الله (صلّى الله عليهوسلّم و على آله) حتى صلّى بنا أبو بكر رضيالله عنه فعلمنا أنه قد رضيه لنا (1)، لأنالصلاة عماد الدين. قال: فبينا الأنصاركذلك في المحاورة إذ أقبل أبو بكر و عمر وعثمان و أبو عبيدة بن الجراح و جماعة منالمهاجرين رضي الله عنهم فإذا هم بسعد بنعبادة (2). (3) ينصره الله فهو مخذول، ألا!فاهتدوا بهدي الله ربكم و ما جاء به نبيكممحمد صلّى الله عليه وسلّم فإنه من يَهْدِالله فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَ من يُضْلِلْفَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِداً 18:17 (4)، و قد بلغني رجوع من رجع منكم عن دينهبعد أن أقر بالإسلام، و عمل بشرائعهاغترارا باللَّه عزّ و جلّ و جهالة بأمره وطاعة للشيطان، و الشَّيْطانَ لَكُمْعَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمايَدْعُوا حِزْبَهُ لِيَكُونُوا منأَصْحابِ السَّعِيرِ 35: 6 (5) و بعد! فقد وجهتإليكم خالد بن الوليد في جيش من المهاجرينو الأنصار و أمرته أن لا يقاتل أحدا حتىيدعوه إلى الله عزّ و جلّ و يعذر إليه وينذر، فمن دخل في الطاعة و سارع إلىالجماعة و رجع عن المعصية إلى ما كان يعرفمن دين الله ثم تاب إلى الله و عمل صالحاقبل الله منه ذلك و أعانه عليه، و من أبى أنيرجع إلى الإسلام بعد أن يدعوه خالد بنالوليد و يعذر إليه فقد أنذرته و أمرته أنيقاتله أشد القتال بنفسه و من معه من أنصاردين الله و أعوانه، ثم لم يترك أحدا قدرعليه إلا أحرقه بالنار إحراقا، و يسبيالذراري و النساء، و يأخذ الأموال و قدأعذر من أنذر (6)، و السلام على عباد اللهالمؤمنين، و لا قوة إلا باللَّه العليالعظيم. قال: ثم