وهي المرحلة التي بدأت من عصر التدوين حتى آخر رسالات والتي بدأت بالأمر الإلهي /اقرأ/ معرفياً آيات الله وآلائه. وقد ظهرت في هذه الفترة قوافل من الحكماء والفلاسفة صنعتهم الكتابة والقراءة انتشروا إلى جانب الأنبياء حيث استطاعوا تنمية وعيهم الذاتي حتى وصل بعضهم إلى مرتبة قريبة من مرتبة النبوة. لذلك عندما جاءت رسالة الإسلام كان الوعي البشري قد تجاوز سن الرشد وأصبح قادراً على فك رموز الإشارات المشفّرة المنتشرة في الآفاق والأنفس. من هنا أطلق المفكر العربي الإسلامي محمد إقبال مقولته الشهيرة: (اختتمت النبوّة عندما أدركت الحاجة إلى إلغاء نفسها). في هذا القول: نتلمس الميزة المعرفية للبشرية، وندرك عمق المسؤولية التي ترتبت على هذا الوعي المعرفي. فهذا البناء المعرفي بقدر ما هو ميزة للإنسان بقدر ما هو حجة عليه عندما يختار الطريق غير الحضارية بعد أن أصبح شخصية قادرة على الاختيار. بين الهمجية والحضارة. مسار تكوين الشخصية المعرفية عندما أراد /ول ديورانت/ تصدير كتابه