عرب و تحدیات المستقبل، رؤیة و موقف نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

عرب و تحدیات المستقبل، رؤیة و موقف - نسخه متنی

حسین جمعة

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

الأولى- مرحلة ما قبل آدم.

الثانية- مرحلة ما بعد آدم.

الأولى- مرحلة ما قبل آدم: هي أشبه بالمرحلة الجنينية للمولود، وهي مرحلة لا نعلم عنها إلا وجودها كما قدّمه لنا علم الآثار وبما أن علم الآثار لم يقل كلامه الفصل عن بدء حياة الإنسان ومراحل تطوره فهي قابلة للتبديل والتغيير غير أن الثابت منها. عثور الآثاريون على هياكل عظمية تعود إلى مئات الآلاف من السنين. فعلى سبيل المثال عثرت البعثة الأثرية العاملة في موقع "الديدرية" شمال سوريا على هيكل عظمي لطفل يزيد عمره على مئة ألف سنة ويزعم آخرون إن هناك هياكل عظمية تدل على الحياة على الأرض ترقى إلى ملايين السنين.

الثانية- مرحلة ما بعد آدم.

وهذه المرحلة تقسم إلى مرحلتين من حيث تميزهما بالوعي الإنساني.

أ-مرحلة الجعل وهي مرحلة بدء تكوّن الوعي الإنساني وتمتد إلى بداية التدوين. /مرحلة الولادة والطفولة/

ب-مرحلة التدوين والقراءة المعرفية /مرحلة المراهقة ومن ثم النضج/.

مرحلة الجعل: وقد جاءت الآية الكريمة محددة نقطة البداية لهذه المرحلة. "وإذا قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة" البقرة(3).

والجعل لغة: الصنع. وجعل القبيح حسناً: صيّره. ويكون بمعنى سمّى. ويأتي بمعنى الخلق(10).

إذاً فالجعل: تعامل مع شيء موجود يراد تحويله فيما إذا كان الجعل بمعنى، صنع أو صيّر أو سمّى، ولا أرى معنى الخلق في هذا الموقع لأنه المعنى الأبعد. من هذه النقطة بدأت مرحلة التكوين الواعي حيث بدأت مرحلة التكليف بالخلافة وإعمار الأرض.

وقد سبق. مرحلة التكليف مرحلة تم فيها إعداد المكلّف لاستقبال التكليف وهذا الإعداد تمثّلَ بإضافتين مهمتين للمخلوق البشري هما: نفخة الروح والحالة المعرفية الكلية التي بدأت من "وعلّم آدم الأسماء كلها"(11) والاسم كما نعلم هو ما دلَّ على معنىً بنفسه غير مقترن بزمان.

وقد بدأ الوعي الإنساني بالتكوين لكنّه بقي علماً طفلياً لأنه ظل قابلاً للنسيان لعدم تمكن هذا الإنسان من أهم أدوات العلم وأعني الكتابة والقراءة. لذلك كملت بعض الشخصيات بالاصطفاء الإلهي "إن الله اصطفى آدم ونوحاً وآل إبراهيم" آل عمران(33).

وكانت الأجيال تسير وراء المصطفين بالاقتداء والإتباع. لذلك كان ربنا جلّ جلاله يرسل الرسل تباعاً دون أن يجرّم إلا من استهزئ بالرسل وكذبهم. من هنا كثرت الأنبياء حيث أرسل لكل قوم ولكل جيل نبي فكان انتشار الأنبياء جغرافياً حسب توزع الأقوام وتاريخياً حسب تعاقب الأجيال.

ب-مرحلة التدوين والقراءة المعرفية.

وهي المرحلة التي بدأت من عصر التدوين حتى آخر رسالات والتي بدأت بالأمر الإلهي /اقرأ/ معرفياً آيات الله وآلائه. وقد ظهرت في هذه الفترة قوافل من الحكماء والفلاسفة صنعتهم الكتابة والقراءة انتشروا إلى جانب الأنبياء حيث استطاعوا تنمية وعيهم الذاتي حتى وصل بعضهم إلى مرتبة قريبة من مرتبة النبوة.

لذلك عندما جاءت رسالة الإسلام كان الوعي البشري قد تجاوز سن الرشد وأصبح قادراً على فك رموز الإشارات المشفّرة المنتشرة في الآفاق والأنفس.

من هنا أطلق المفكر العربي الإسلامي محمد إقبال مقولته الشهيرة: (اختتمت النبوّة عندما أدركت الحاجة إلى إلغاء نفسها). في هذا القول: نتلمس الميزة المعرفية للبشرية، وندرك عمق المسؤولية التي ترتبت على هذا الوعي المعرفي. فهذا البناء المعرفي بقدر ما هو ميزة للإنسان بقدر ما هو حجة عليه عندما يختار الطريق غير الحضارية بعد أن أصبح شخصية قادرة على الاختيار. بين الهمجية والحضارة.

مسار تكوين الشخصية المعرفية

عندما أراد /ول ديورانت/ تصدير كتابه

/ 141