ـ الشخصية العربية: - عرب و تحدیات المستقبل، رؤیة و موقف نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

عرب و تحدیات المستقبل، رؤیة و موقف - نسخه متنی

حسین جمعة

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

إليه التحليل النفسي من اعتبار الإنسان نظاماً مركباً من الطاقة يحافظ على نفسه بوساطة علاقاته مع العالم الخارجي... فكأن الشخصية هي في أوضح صورها اجتماعية أكثر منها بيولوجية.

ويعيش البشر في هذه الظروف حالة من العزلة تجعل المرء يحس بالوحدة لأنه انفصل عن الطبيعة وعن بقية البشر. وبالتالي فإن العصاب هو نتيجة هروب الإنسان من حريته وإلقاء تبعة نفسه على الآخرين. ويتحلى ذلك في ما يبدر منه من سلوك الخضوع اللا متناهي للسلطة في الوقت نفسه نهمه إلى السلطة والقهر والإجبار على الانصياع. .

لا تختلف معايير التقويم في سلوك الشخصيات عن نظيراتها في سوق السلع ففي الثانية تُعرض السلع للبيع وفي الأولى تعرض الشخصيات. وفي الحالين تحدد قيمة السلعة أو الشخص وفقاً لقيمتيهما التبادلية حيث القيمة الاستعمالية شرط لازم وليست شرطاً كافياً.

ويتشكل موقف الإنسان في مثل هذه الظروف من ذاته على النحو التالي: الكفاءة، والتأهيل، وأداء العمل يكفيان ولكن النجاح في المباراة مع آخرين. فلو أن كسب العيش لا يتطلب إلا الاعتماد على معلومات الإنسان وخبرته وكفاءته لكان تقدير الإنسان لذاته متناسباً تناسباً طردياً مع قدراته أي مع قيمته الانتفاعية. لكن كلما النجاح يتوقف ـ وهو يتوقف إلى حد كبير ـ على كيفية بيع الإنسان شخصيته. فإن الإنسان يمارس ذاته كسلعة أو بالأحرى كالبائع والسلعة المعروضة للبيع معاً. وهكذا فاهتمام الإنسان لا يدور حول حياته وسعادته وإنما كل همه أن يباع ويشترى.

وهدف الشخصية التسويقية التلاؤم الكامل لكي يكون صاحبها في كل الظروف مطلوباً في سوق الشخصيات. لم يعد لصاحبها أن يتمسك بها ويمتلكها ولا يغيرها... بل هو يغيرها باستمرار وفقاً لقاعدة (أن أكون كما تريدني أن أكون). وهكذا فإنه من الناحية الانفعالية هو شخص لا يحب ويكره الحب والكراهية بالنسبة لـه شعوران عفا عليهما الزمن.

فكأن (ابن خلدون) ما زال حياً بيننا حين يقول: (لا تتحقق السعادة إلا لذوي الملق والنفاق من الوصوليين والانتهازيين على أعتاب الحكام وأهل السلطة).

ـ الشخصية العربية:

بعد استعراض ما أحدثته وتحدثه التطورات في مجال التكنولوجية وثورة المعلومات في الشخصية الإنسانية. لنا أن نتساءل هل أن هذا الذي حدث للشخصية ينطبق على الإنسان في كل زمان ومكان؟ وبشكل أخص هل هذا الذي تكلمنا عنه يمكن تعميمه على الشخصية عند الإنسان العربي.

ليست الثورة في التكنولوجية وفي المعلومات حبيسة حدود جغرافية في بعض بقاع العالم لكن ما نتكلم عنه من أن العالم صغرت المسافات بين أطرافه إلى الحد الذي أمكن فيه الحديث عن القرية الكونية لا يمكننا من إخراج شخصية الإنسان العربي من دائرة هذه المؤثرات وإن كانت ليست هي المؤثرات الوحيدة التي تحدد الشخصية العربية إن على المستوى الفردي أو على المستوى القومي. فلكل بلد ولكل منطقة من العالم ولكل ثقافة من الثقافات ما يميزها عن غيرها... وهذا يعني أن ثمة ظروف أخرى تلعب دوراً هاماً في التغيرات التي تتعرض لها الشخصية.... وربما كانت هذه الظروف متشابهة فيما بين البلدان الأقل نمواً... وهي بلدان ما زال التخلف أحد المحددات التي لا يمكن تجاهلها في مجال التأثير على حياة الإنسان وسلوكه. والتخلف هو نمط من الوجود: "له خرافاته وأساطيره ومعاييره التي تحدد للإنسان موقعه، نظرته إلى نفسه، نظرته إلى الهدف من حياته، أسلوب انتمائه ونشاطه ضمن مختلف الجماعات، أسلوب علاقاته على تنوعها".

وأهم الخصائص النفسية التي تعد نتاجاً طبيعياً للتخلف تتمثل في الشعور بالقهر الذي يمارس على الإنسان من الطبيعة ومن الجهات المهيمنة في الداخل وفي الخارج. فإضافة إلى مشاعر القلق والتوتر هناك الشعور بالدونية بالنسبة للآخر إلى جانب الاستسلام للأفكار الغيبية والخرافة وتجنيس إنسانية الإنسان كل ذلك يتبدى في مظاهر سلوكية يمكن تعميمها على نحو ما وإن كانت تختلف من شخص إلى آخر أهمها الكسل، الكذب التخريب وإطلاق النكات. وكلها صفات تعبّر عن الاستسلام في السلوك، لكنه استسلام ظاهري ينطوي على مشاعر عدوانية في الباطن يتبدى في سلوك المداهنة والرياء،

/ 141