إن المطلب الأساسي لاستدامة التنمية الزراعية هو أن تكون ماثلة أمام أعيننا عندما نعمل على تحقيق تنمية زراعية شاملة أو متسارعة لتحقيق الأمن الغذائي على المدى القصير. ومن هذا المطلب الأساسي تتفرع باقي المتطلبات الفرعية العديدة والتي هي أساساً تلافي محددات استدامة التنمية الزراعية المذكورة أعلاه. ووضع هذا المطلب الأساسي موضع التنفيذ يستلزم صياغة أنشطة التنمية الزراعية في إطار برنامج عمل وطني أو قومي طويل المدى، لا يتوقف فقط عند تنسيق وتحفيز الإمكانيات المتاحة لتحقيق معدلات إنتاجية أعلى، وإنتاج كلي أكبر، للوفاء بالاحتياجات الآنية أو على المدى القصير، وإنما يأخذ بعين الاعتبار أيضاً الاحتياجات المستقبلية للأجيال القادمة، وذلك بصيانة الموارد. وعموماً، يرى الخبراء أنه لتحقيق التنمية المستدامة في قطاع الزراعة على مستوى الوطن العربي، لا بد من العمل لتنفيذ التوجهات التالية : ـ وضع خطط قومية لاستخدامات الأراضي في مناحي الإنتاج والخدمات. ـ إقامة مشروعات اقتصادية مشتركة، حيث يمكن التوسع في الأراضي القابلة للزراعة في السودان، ويتوافر رأس المال في دول الخليج، والأيدي العاملة في مصر. ـ استخدام نتائج البحوث العلمية الحديثة للنهوض بالإنتاج الزراعي، حيث يمكن استخدام التقنيات الحديثة في تربية الأصناف النباتية على أسس علمية حديثة، ودراسة العوامل المناخية الزراعية وعلاقتها بإنتاجية الحاصلات الزراعية المختلفة والنظم الجيدة للإنتاج الزراعي، وبيان التطبيق الحقلي والفعلي لنتائج هذه البحوث والدراسات. ـ الحد من الإسراف في استخدام المواد الكيميائية الزراعية ومحسنات التربية التي تنتج عنها ملوثات البيئة، بالإضافة إلى أهمية تطبيق أساليب المقاومة المتكاملة للآفات، بهدف تحسين المنتجات الزراعية لضمان الصحة والسلامة والأمان البيئي. ـ الحد من الفقد بعد الحصاد، والذي يؤدي إلى فقد كثير من العائد الاقتصادي، حيث يقدر أن الفقد يصل إلى نسبة 35% من الإنتاج الزراعي. ـ اتباع أساليب الزراعة العضوية، وإعادة المخلفات الزراعية مما يسرّع في تطوير صفات التربة الإنتاجية، بالإضافة إلى تطوير الناتج كمّاً ونوعاً مع إعادة استخدام منتجات زراعية يتم فقدها كمخلفات أو إتلافها دون عاد اقتصادي. ـ التوسع في برامج مكافحة التصحر في الوطن العربي، و مقاومة أسبابه، للحد من انتشاره، ووضع برنامج لمكافحة التصحر وتنفيذه وربطه بالبرامج البيئية. ـ إنشاء المزيد من المحميات الطبيعية، ومحميات المحيط الحيوي، بحيث تشكل المحميات نسبة محدودة من مساحة كل دولة عربية في فترة زمنية معينة. ـ زيادة التشجير عن طريق التوسع في زراعة بعض الأشجار ذات التأثير البيئي الجيد لامتصاص غاز ثاني أوكسيد الكربون مثل أشجار البولونيا، والمكونو كريس، وإدخال بعض أنواع مميزة من التوت لتربية ديدان الحرير. ـ إعادة استخدام مياه الصرف الصحي للتوسع في الزراعات الخشبية . ـ اشتراك المرأة في الأعمال الزراعية عن طريق عمل المرأة في المشاتل الزراعية التي يتم إنشاؤها للتوسع في زراعة الأشجار