تستخدم الزراعة المكثفة الحديثة مقادير كبيرة من الطاقة غير المتجددة (الأحفورية)، إما بصورة مباشرة كما هو الحال في محرّكات الاحتراق الداخلي التي تشغل الجرّارات والحصّادات ومضخات الري وغيرها..، وإمّا بصورة غير مباشرة كتلك المستخدمة في صناعة الأسمدة والكيماويات الأخرى. وفي السنوات الأخيرة، تصاعد الحديث على المستوى العالمي من مخاطر احتمال ارتفاع أسعار الطاقة، وخاصة النفط، أو عدم توافره على التنمية الزراعية. ونظراً لأن معظم الأقطار العربية منتجة للطاقة الأحفورية فإن سوقاً عربياً مشتركة يمكن أن تؤمّن احتياجات الأقطار العربية المستوردة، وتؤمّن أسواقاً للأقطار العربية المصدرة ومما يساعد على تحقيق هذا الهدف الاهتمام بمصادر الطاقة البديلة، والعمل على ترشيد استخدام الطاقة.
2ـ مجموعة العوامل المُحَدِّدة للاستخدام الأمثل للموارد
والمتمثلة في: (آ) الآفات والأمراض (ب) التكنولوجيا والتعليم (ج) الضغط السكاني (د) العوامل السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
(آ) الآفات والأمراض:
إن المقصود بالآفات والأمراض التي تصيب المحاصيل النباتية هنا هو الحشائش والأمراض والحشرات والنمل والقوارض التي تؤدي إلى الأضرار بالإنتاج الزراعي. وعلى المستوى العالمي، يقدر أن الآفات تسبب خسائر في الحقل تبلغ نحو 35% من الطاقة الإنتاجية الكامنة للمحاصيل الرئيسية، وأن الجانب الأكبر من هذه الخسائر يقع في الدول النامية، ومن ضمنها الدول العربية. كما يقدر أن الأمراض والطفيليات مسؤولة عن موت نحو /50/ مليون رأس من الأبقار والجاموس و /100/ مليون رأس من الأغنام والماعز سنوياً. ولا توضح هذه الأرقام البعد الكلي للمشكلة، فالأمراض والطفيليات يمكن أيضاً أن تخفض ـ وبدرجة خطيرة ـ إنتاجية الحيوانات دون أن تسبب موتها. وهكذا، فإن أي برنامج فعال لتوليد التكنولوجيا ونقلها بما يحقق المكافحة الفعالة للأمراض والآفات التي تصيب المحاصيل النباتية، والأمراض والآفات التي تصيب الحيوانات المزرعية، يشكل عنصراً فاعلاً في أي برنامج يهدف إلى تحقيق التنمية الزراعية على المدى القصير، وإلى استدامتها على المدى الطويل .
(ب) ـ التكنولوجيا والتعليم:
إن المتغيرات التي تفرضها عالمية الاقتصاد والاتفاقيات الدولية والتكتلات الإقليمية، تحتم أن تنطلق حماية المنتجات الزراعية العربية من مبادئ قدرتها على المنافسة في الأسواق الداخلية والخارجية، تضاف إلى ذلك المهارة في الاستفادة مما تتيحه هذه المتغيرات والاتفاقيات والتكتلات من خيارات لسياسات دعم فرص المنتجات الزراعية في الوصول إلى الأسواق والحصول على حصة مستقرة من الطلب على تلك المنتجات في هذه الأسواق. ومما لا شك فيه أن مواصفات جودة السلع المتداولة في الأسواق العربية، تعد من أهم الجوانب ذات الأثر المباشر على قدرة المنتجات الزراعية العربية على المنافسة. وإن التخلف التكنولوجي النسبي للزراعة العربية ينعكس سلباً على الإنتاجية، ومن ثم على ارتفاع تكلفة الإنتاج والأسعار وبالتالي على قدرة المنتجات الزراعية على المنافسة. ذلك أن التكنولوجيا هي الأداة، الفعّالة المتاحة للارتقاء بإنتاجية الموارد الطبيعية وللمحافظة عليها وصيانة البيئة. ويقول أحد الخبراء: "يحتل تطوير تكنولوجيا محسّنة ونشرها وتبنيها موقعاً مركزياً في التنمية الزراعية المستدامة، ذلك أن نظم الزراعة التقليدية التي تطورت عبر الأجيال من خلال