لأننا اخترنا دراسة التكوين المعرفي للشخصية فإننا سنتجاوز التكوين البيولوجي والفيزيولوجي. والوارثي الذي قال فيه علم النفس. ونبدأ بعرض آراء بعض الدارسين الذين طرقوا هذا الجانب فمثلاً د. عبد العزيز كامل في كتابه "العروبة والإسلام في عالم متغيّر يقول: "إن الشخصية تبنى بالعقل وبالشرع. فالشرع عقل من الخارج والعقل شرع من الداخل وهما متعاضدان" (13) وإبراهيم الشهابي. في كتابه "الشخصية قال إنها تبنى بأساسين هما "الفكر، واللغة"(14). ولا بأس أن أعرض وجهة نظر د. عقلة عرسان في هذا المجال. حيث رأى أن مقومات الشخصية ثلاثة هي: "اللغة- الدين- أسلوب الحياة"(15). ومن عرض هذه العوامل التي قدمنا للباحثين الثلاثة نرى تقاطعات مهمة أولها: "اللغة" هذا العامل ورد عند يحيى الشهابي والدكتور علي عقلة عرسان- وثانيها: "الدين" ورد كمفهوم عند الباحثين الثلاثة؛ هذا فيما إذا رأينا الدين منهجاً فكرياً تشريعياً بالإضافة إلى الاعتقاد. فقد ورد عند الدكتور علي بشكل مباشر، وورد باسم الشرع عند /د. عبد العزيز كامل، وباسم الفكر عند الشهابي. والعامل الثالث: أورده/ د. عبد العزيز كامل. على أنه العقل. وجاء عند الدكتور علي عقلة عرسان بأسلوب الحياة. وإذا ما بحثنا في أسلوب الحياة وجدنا أن مديره ومدبّره العقل: فالعقل ناتج ربط المقدمات بالنتائج يظهره سلوك الفرد وأسلوب حياته. لذلك جاء في الحديث الشريف "اعقل وتوكل" فالتوكل بدون عقل نقص في بناء الشخصية الآن ما هي العوامل المكوّنة للشخصية بشكل عام وكيف تكوّنت الشخصية العربية وفق هذه العوامل وأهم التحديات التي واجهتها على الأقل منذ بداية عصر النهضة حتى الآن والتي نتوقع أن تواجهنا وتتحدى وجودنا وهويتنا في المستقبل وكيف؟ لقد رأينا أن العوامل المكوّنة للشخصية بشكل عام هي: أ-الوعي المعرفي. ب-النظام التربوي الأخلاقي