العوامل المكوّنة للشخصية - عرب و تحدیات المستقبل، رؤیة و موقف نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

عرب و تحدیات المستقبل، رؤیة و موقف - نسخه متنی

حسین جمعة

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

الشهير قصة الحضارة اختار مقولة فولتير: (أحب أن أعلم الخطوات التي سارها الإنسان في طريقه من الهمجية إلى المدنية)(12)

ولقد رأينا أن ندخل على هذا المسار الفوليتري فنصوِّب مسار تكوين الشخصية الإنسانية المعرفي. فنقول: /لم يحسن فوليتر ومن استشهد به في تحديد مسار الإنسان حينما رسم نقطتي مساره بين الهمجية والمدنية. وهذا برأينا خطأ في استخدام المصطلح وفي معنى المفهوم العام فإذا ما اعتبرنا نقطة البدء الهمجية فلن تكون النهاية المدنية لأن الهمجية والمدنية مفهومان غير متعارضين حيث يمكن للإنسان أن يكون همجياً ومدنياً في آن واحد. وهذا ما نعاني منه اليوم من تطابق المدنية مع الهمجية. لأن المدنية نظام تحكمه العلاقات المادية الناشئة عن التطور العلمي ويمكن أن نقترح مسارين بدلاً من هذا المسار الفوليتري. فتقول: "كان على فوليتر إمّا أن يقول: من البدائية إلى المدنية. وإمّا أن يقول: من الهمجية إلى الحضارة". حيث يمكن للإنسان أن يكون همجياً ومدنياً كما قدمنا، ويمكن أن يكون بدائياً، وحضارياً، ويمكن أن يكون مدنيّاً وحضارياً، ولكنه لا يمكن أن يكون همجياً وحضارياً لأن الحضارة حالة من السمو والرقي الإنساني، والشخصية الهمجية لا تعترف ولا تلتزم بالنظام الأخلاقي الذي بناه الإنسان الذي وعى دوره الرسالي. لأن الهمجية نهج مختار يعتمد على حق القوة. الذي تكمن فيه مآسي البشرية اليوم رغم مدنيتها فالشخصية إذاً تسير وفق منهجين لا ثالث لهما حيث لا يوجد أعراف في عالمنا اليوم حتى تتكوّن مرجعية ثالثة خارج قوة الحق وحق القوة، وهذا يعني أن على الأرض دينين شموليين أو مرجعيتين. دين حضاري توحيدي توحيدي للغاية والمنهج يعتمد الحب والعدالة الإنسانية أساساً وينزع إلى المثل الأعلى الحق شمولي الهدف إنساني الغاية عالمي الدعوة. ودين هابط يعتمد الأنانية وينزع إلى الهوى شمولي الهدف عولمي الدعوة فئوي الغاية يمكن أن يستخدم أي وسيلة. لأن الغاية عنده تبرر الوسيلة. لا يقيم وزناً لأي مقدس لأن أهم مقدس عنده نفسه.

وفق هذا التقسيم المرجعي الذي لا ترتبط بقول أو أرض أو جيل نقسم الشخصية حسب سلوكها ويمكن أن نسقط هذه المعيارية على سلوك مجموعة أو مجتمع أو كيان يتبع السلوكية نفسها في نهجه.

العوامل المكوّنة للشخصية

لأننا اخترنا دراسة التكوين المعرفي للشخصية فإننا سنتجاوز التكوين البيولوجي والفيزيولوجي. والوارثي الذي قال فيه علم النفس. ونبدأ بعرض آراء بعض الدارسين الذين طرقوا هذا الجانب فمثلاً د. عبد العزيز كامل في كتابه "العروبة والإسلام في عالم متغيّر يقول: "إن الشخصية تبنى بالعقل وبالشرع. فالشرع عقل من الخارج والعقل شرع من الداخل وهما متعاضدان" (13) وإبراهيم الشهابي. في كتابه "الشخصية قال إنها تبنى بأساسين هما "الفكر، واللغة"(14).

ولا بأس أن أعرض وجهة نظر د. عقلة عرسان في هذا المجال. حيث رأى أن مقومات الشخصية ثلاثة هي: "اللغة- الدين- أسلوب الحياة"(15).

ومن عرض هذه العوامل التي قدمنا للباحثين الثلاثة نرى تقاطعات مهمة أولها: "اللغة" هذا العامل ورد عند يحيى الشهابي والدكتور علي عقلة عرسان- وثانيها: "الدين" ورد كمفهوم عند الباحثين الثلاثة؛ هذا فيما إذا رأينا الدين منهجاً فكرياً تشريعياً بالإضافة إلى الاعتقاد. فقد ورد عند الدكتور علي بشكل مباشر، وورد باسم الشرع عند /د. عبد العزيز كامل، وباسم الفكر عند الشهابي. والعامل الثالث: أورده/ د. عبد العزيز كامل. على أنه العقل. وجاء عند الدكتور علي عقلة عرسان بأسلوب الحياة. وإذا ما بحثنا في أسلوب الحياة وجدنا أن مديره ومدبّره العقل: فالعقل ناتج ربط المقدمات بالنتائج يظهره سلوك الفرد وأسلوب حياته. لذلك جاء في الحديث الشريف "اعقل وتوكل" فالتوكل بدون عقل نقص في بناء الشخصية الآن ما هي العوامل المكوّنة للشخصية بشكل عام وكيف تكوّنت الشخصية العربية وفق هذه العوامل وأهم التحديات التي واجهتها على الأقل منذ بداية عصر النهضة حتى الآن والتي نتوقع أن تواجهنا وتتحدى وجودنا وهويتنا في المستقبل وكيف؟ لقد رأينا أن العوامل المكوّنة للشخصية بشكل عام هي:

أ-الوعي المعرفي.

ب-النظام التربوي الأخلاقي

/ 141