ثالثاً -سبل مواجهة الإنسان العربي لهذه التحديات والتيارات المعادية: - عرب و تحدیات المستقبل، رؤیة و موقف نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

عرب و تحدیات المستقبل، رؤیة و موقف - نسخه متنی

حسین جمعة

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

وقد يؤدي هذا الاحتكاك إلى نقل العديد من الممارسات الضارة التي تفسد أخلاق الشباب وتحط من قيمهم وتزعزع شخصياتهم كالإدمان الكحولي والمخدرات والدعارة والخلاعة ولعب القمار وغيرها من الممارسات اللاأخلاقية التي تقوض أركان المجتمع وتصدع كيانه وتخل بأمنه القومي.

3-المؤسسات الثقافية والتربوية:

لا تقل مؤسسات التربية والتعليم في الدول التي تنطلق منها التيارات المعادية إلى الوطن العربي أهمية عن القنوات الأخرى كوسائل الإعلام الجماهيرية والاحتكاك الحضاري المباشر، فهي تفعل فعلها المخرب في تشويه معالم الحضارة العربية والتقليل من شأن ومكانة العرب في تطوير العلوم والفنون والآداب، والتصدي للهوية العربي وتمزيق خصوصيتها القومية.

ولهذه المؤسسات دور كبير في كسب الشباب العربي المثقف وتحطيم شخصيته وسلب إرادته وجعله مسيراً لخدمة فلسفتها وإيديولوجيتها وسياستها الرامية إلى السيطرة على الشعوب والتأثير فيها وحملها على التصرف وفق برامجها وأهدافها الأخرى.

والمطَّلع على المناهج المدرسية لدول الغرب الراعية لهذه التيارات وخصوصاً كتب التاريخ واللغة والأدب، يقف على المعلومات الخاطئة والمتحيزة والظالمة للعرب وحضارتهم وماضيهم وتراثهم، فهي تعلمهم بأن العرب هم قومٌ رحَّل لا حضارة لهم ولا مدينة وواسطة نقلهم هي الجمال وبيوتهم مكونة من الخيام وطعامهم لا يتعدى اللبن والخبز والتمر، إنهم يعيشون وينتقلون في الصحارى القاحلة وهم مجتمع الحريم، هم لا يعرفون القراءة والكتابة والحساب ويجهلون المهن والصنائع ولا يعبرون أهمية للزراعة والتجارة والعلوم والفنون والآداب. وحتى في الجامعات فإن المناهج تعتمد التزوير والتشويه والافتراء على الحضارة العربية والمجتمع العربي، وتهدف إلى خلق خيبة الظن عند الشباب العربي بأمتهم وحضارتهم وإمكاناتهم، وتستهدف الكفاءات والعقول العربية التي تدرس في جامعات الغرب أكثر من غيرهم لتدفع بهم إلى الخلي عن ثقافة أمتهم، والتشكيك بدورها الإنساني والتمسك بالحضارة الأجنبية، والارتماء في أحضانها، والولاء والإخلاص والانقياد لأفكار وبرامجها وأساليبها.

ثالثاً -سبل مواجهة الإنسان العربي لهذه التحديات والتيارات المعادية:

إن التغير المتسارع، الذي هو إحدى خواص القرن الحالي، يعني أن القيم والعلاقات الاجتماعية، وملامح الحياة الثقافية ستكون عرضة للتغير والتحول والتبدل عدة مرات، لا من جيل آخر فحسب ولكن في حياة الجيل نفسه، ولن يقتصر التغير على ما يحدث داخل الوطن الواحد، ولكن ستتخطى تياراته واتجاهاته، منابعه ومصابه، كل الحدود السياسة والجغرافية، حيث إن وسائل الاتصال السريعة ستعبر الحدود بلا قيود ولن تستطيع أي دولة بما تملكه من وسائل الرقابة التقليدية أن تمنع هذا التدفق، كما لن تستطيع أن تمنع تلك العوامل المؤثرة على القيم والعلاقات داخل المجتمع، ولن توقف تلك التأثيرات على منظومة القيم فيه وتخبط المعايير وفقدان الهوية، إلا بتحصين أفرادها ضد هذه الثقافات الوافدة والتيارات المعادية التي تستهدف شبابها وثروتها الفاعلة.

وانطلاقاً من خطر التأثيرات التي تتركها التيارات المعادية على شخصية وقيم وسلوك الشباب العربي وتأكيداً على ضرورة حماية هذه الفئة المستهدفة من هذه المخاطر والتحديات، كان لا بد لنا من الوقوف عند الآليات والاستراتيجيات والأساليب التي تحصن هؤلاء الشباب، وتحميهم وتساعدهم على الصمود والمواجهة والثبات في خضم هذه التيارات الوافدة.

إن مهمة حماية الشباب وتحصينهم مسؤولية مشتركة لا بد أن يحمل لواءها جميع الأفراد والمؤسسات في المجتمعات المستهدفة، فوسائل الإعلام والمدرسة والأسرة والجمعيات والمنظمات الشبابية كلها معنية أمام هذا الوضع ولا بد لها من القيام بمهامها والتزاماتها التربوية والأخلاقية والوطنية على أحسن وجه كي تسد الطريق أمام الحملات التي تشنها الأوساط المعادية للأمة ولا تسمح لها بتحقيق طموحاتها وأهدافها.

ويمكن تحديد هذه الأساليب والآليات في

/ 141