يشكل "الأوزون" طبقة رقيقة في منطقة الجزء الأعلى من الغلاف الجوي للأرض (Stratosphere) تحيط بالكرة الأرضية، وتحميها من نفاذ الجانب الأكبر من الأشعة الشمسية فوق البنفسجية. وقد لقي تآكل طبقة الأوزون الاهتمام الأكبر على النطاق العالمي لأنه يمكن أن يؤدي إلى السماح بمرور ووصول قدر أكبر من الأشعة الشمسية فوق البنفسجية إلى سطح الأرض. وهذه الأشعة لها قدرة كبيرة على تدمير الكثير من الجزيئات البيولوجية المهمة مما يؤدي إلى نقص إنتاجية المحاصيل الزراعية. وقد لوحظ أن زيادة مركبات "الكلوروفورم وكربون" التي تستخدم بكثرة في صناعة التبريد، ومركبات "الهالون" التي تستخدم في إطفاء الحرائق يؤدي إلى تصاعدها إلى الجزء الأعلى من الغلاف الجوي للأرض حيث تعمل على تدمير طبقة الأوزون. هذا، وقد تم التوقيع على "اتفاقية مونتريال" التي تقضي بوقف إنتاج واستخدام "مركبات الكلوروفلور وكربون" بحلول عام 2000، والتزمت الصناعة بتطوير منتجات وعمليات بديلة.
ـ مشكلة ظاهرة الاحتباس الحراري"
Greenhouse Effect and Global Warning: ويطلق على هذه الظاهرة "تأثيرات البيت الزجاجي". ذلك أن الزيادة في غاز ثاني أوكسيد الكربون أو الغازات الأخرى ذات التأثير المماثل في طبقات الجو العليا التي تغلف الأرض، تعمل عمل الزجاج الذي يحيط بالبيت الزجاجي. ولقد كان غاز ثاني أوكسيد الكربون، منذ بداية الزمن، يقوم بدور المنظم الطبيعي لحرارة الأرض، على الرغم من أن نسبته في الهواء الجوي ضئيلة للغاية، وكانت هذه النسبة ثابتة دائماً. ويعود السبب في ذلك إلى أن المقدار الذي ينطلق منه إلى الهواء، نتيجة لتحلل المركبات العضوية أو حرق الأخشاب أو تنفس الكائنات الحية، يتعادل مع الكميات التي تستخدمها النباتات والطحالب والعوالق (plankton) وهي الكائنات الحيوانية أو النباتية الصغيرة المعلقة أو الطافية على سطح المياه. إلا أن المجتمع الصناعي الحديث واستهلاكه الشره للطاقة ـ ومصدرها الأساسي الوقود الأحفوري كالنفط والغاز الطبيعي والفحم، وكذلك الخشب والمخلّفات العضوية ـ بطريق الحرق الذي يستهلك الأوكسجين ويطلق ثاني أوكسيد الكربون، أسفر في نهاية المطاف عن إطلاق كميات كبيرة من ثاني أوكسيد الكربون أكبر بكثير مما يمكن للغطاء النباتي أن يستهلكه، أو لمياه البحار والمحيطات أن تمتصه. أضف إلى ذلك أن إزالة الغابات وتحويلها إلى أراض زراعية قلل من قدرة الغطاء النباتي على استخدام ثاني أوكسيد الكربون. وفي دراسة قامت بها "وكالة حماية البيئة الأمريكية" حول تأثيرات دفء عالمي في حدود 1.5ْ ـ 4.5ْ درجة مئوية خلال مائة عام، على الولايات المتحدة، توقعت حدوث تغيرات كبيرة في منطقة الغابات، وتقلصاً في مساحتها، وتهديداً خطيراً للمئات من